.
بقلم/ عاصم عمر
هناك قلوب تحملت آلام وأنفس تخترع الكلام وأرواح تهيم فى لطف الأيام ..
هناك خداع تحترق معه الأساطير وطموح تتجلى فى سمائه أضواء الأكاذيب ، والجميع يسأل ، ولكن دون مجيب ..
علاقة الفرد والمجتمع تتهاوى دون تحمل المسؤلية من أيهما وأختلط الحابل بالنابل وتلاشت الفوارق مما أصاب الجميع بالعته دون تمييز ، وهو ما استهدفه عالم آخر يسعى حولنا قدماً بجدية دون إهمال ، ونحن نناظر ونعلق بمهارة العلماء دون إشارة الى حقيقة الواقع الأليم حولنا ..
العرب يتهمون مصر والمصريين حكومة وشعباً بالوجود الإسرائيلى وكأن مصر هى من أتت بها ، وتناسو أن مصر هى من دفعت الثمن وتحملت القتال في 1948 ، 1956 ، 1967 كل هذا ولم يدرك أحد أن إسرائيل مجرد كيان أوربى أمريكى زرع في هذه المنطقة لتحقيق الأحلام الإقتصادية للدول الإستعمارية لنهب ثروات العرب جميعاً ، ولما كانت مصر هى محل النظر في المنطقة كان على المستعمرين أن يبقوا مصر على جهلها إلا أن الله غالب ..
في تلك الحروب الثلاثة لم تواجه مصر الجيش الإسرائيلى حيث أن اليهود ليس لهم قوة ضاربة في الواقع ولكنها أوربا ممثلة في فرنسا وبريطانيا آنذاك بأمر أمريكى ، إلى أن من الله على مصر بالنصر في 1973 والثابت أيضاً أن مصر كانت أمام القوى الأمريكية وليست قوى اليهود ، مع ملاحظة أن أمريكا لا تدخل حرباً منفردة ولكن بتعاون حلفاؤها من الغرب كما معلوم عنها ..
الثابت في التاريخ المصرى الحديث أن محمد على حينما سعى لتحسين القوى العسكرية المصرية ، كان الغرض منها إعلاء سطوته في الحروب ضد الغرب بالجيش المصرى ، وحينما أرادت بريطانيا الإنتصار على ألمانيا طلبت الجيش المصرى ، وأن انسحاب الجيش المصرى أدى إلى هزيمة بريطانيا أمام ألمانيا في الحرب العالمية الأولى ..
الكيان العثمانى والسلطنة دخلت مصر والدول العربية بإعلان أنها تهدف للحماية الدينية من الإستعماريين الأوربيين ، والشعوب العربية ومصر شعوب متدينة ويتوافر لديهم حسن النوايا حتى سيطرت السلطنة العثمانية ونهبت ثروات العرب والمصريين إلى بلوغ حد السخرية الواضحة عبر التاريخ من المصريين الشرفاء ..
اليوم تأتى تركيا لإعادة مجدها على حساب دماء العرب لقتل أشقائهم ولمساعدة تركيا لنهب ما تبقى من ثروات العرب ، فقد ظهر جلياً وذابت أسرار الحكمة التركية وتجلت حينما ساهمت في خلق داعش وضرب العراق وقتل الأشقاء العراقيين في أنحاء الدولة سعياً لتقسيمها ، وكذا في سوريا وقد تسببت في إبادة الكثيرين وتشرييد الكثيرين من الشعب السورى الشقيق ، وانتقلت إلى ليبيا ووضعت حجر الأساس لتقسيم ليبيا كما حل بالسودان الشقيق ، فليبيا دولة ذات سيادة وقد عز على تركيا هذا الوجود دون أن تحصل على ثرواته خشية سبق غيرها من المستعمرين لهذه النهيبة ..
إن الجسر السرى لتركيا قد انكشفت غطاءه وباتت من نتائجها إعطاء الفرصة لأمريكا لعمل قاعدة عسكرية في المتوسط الشرقى أمام اليونان ، ليس للدفاع عن اليونان ضد تركيا كما يزعمون إنما لكشف المغرب العربى مستقبلاً ولسهولة التحرك إلى ليبيا عند اللزوم ، فلم تنسى أمريكا هزيمتها أمام الجيش المغربى أبداً ..
كل هذه التحركات التركية تهدف للوصول الى الإشتباك مع مصر في الناحية الغربية بهدف إنهاك القوى المصرية فيما بين الشرق في سيناء والغرب في ليبيا بعد فشلهم في خلق فتنة بين مصر والسودان من الجنوب ومفاجأتهم بالقاعدة المصرية في مياه البحر الأحمر جنوباً ..
تركيا صاحبة السبق في بناء المساجد هى ذاتها صاحبة السبق في إنهاك القوى العربية تحقيقاً لمقولة روما ( لن يهزم العرب إلا العرب ) وهكذا تسعى تركيا .. تعلن خصومة إسرائيل وتحقق لها الأهداف ضد العرب .. كما سبق وأن أعلنها الإخوان في زمن الإنتخابات الرئاسية المصرية ( للقدس رايحين فاتحين ) وبعد سيطرتهم على حكم مصر أعلنوا فتح باب الجهاد في سورياً .. أى عقل هذا !!!!!
والسؤال الأن هل أدرك كل منا ما هو دور الفرد والجماعة؟ وما هو دور الفرد في الجماعة؟ وما الذى يجب علينا الإيمان به؟
حفظ الله مصر وشعبها الأبى وأمنها القومى رغم أنف كل خائن حاقد ظالم ..