بقلم اكرام علي أدم
الخوارج اسم أطلقه مخالفو فرقة قديمة محسوبة على الإسلام كانو يسمون أنفسهم بـ”اهل الأيمان”، ظهرت في السنوات الأخيرة من خلافة الصحابي عثمان بن عفان، واشتهرت بالخروج على علي بن أبي طالب بعد معركة صفين سنة 37هـ؛ لرفضهم التحكيم بعد أن عرضوه عليهم .وقد عرف الخوارج على مدى تاريخهم بالمغالاة في الدين وبالتكفير والتطرف. وأهم عقائدهم: تكفير أصحاب الكبائر، ويقولون بخلودهم في النار، وكفروا عثمان وعلي وطلحة والزبير وعائشة، ويقولون ويحرضون بالخروج على الحكام الظالمين والفاسقين، وهم فرق شتى.
ويلقب الخوارج بالحرورية والنواصب والمارقة والشراة والبغاة والمُحَكِّمة، والسبب الذي من أجله سموا خوارج لأنهم خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب
ولو ذكرنا أمثلة للخوارج في العصر الحديث سنجد أن جماعة الإخوان الإرهابية هي الجماعة الأم التي خرج من رحمها كل فرق الخوارج التي ظهرت في هذا العصر، مثل تنظيمي القاعدة وداعش، فحسن البنا، مؤسس الجماعة ومرشدها الأول اختار لجماعته اسم
«الإخوان المسلمون»
ليتميزوا به عن غيرهم من المسلمين، وبمفهوم المخالفة فإن غير المنتمين للجماعة هم
«إخوان غير مسلمين»
طد أو «ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين»، ولذلك كتب «البنا» في رسالة المؤتمر الخامس ضمن مجموع رسائله تحت عنوان «إسلام الإخوان المسلمين»، يشرح الإسلام الذي يريده لجماعته، فجعل الحكومة ركنًا من أالأرض
وكغيره من الخوارج لا يرى «البنا» مصر في زمانه دولة مسلمة؛ حيث قال في رسالة له بعنوان: (طور جديد في دعوة الإخوان المسلمين): «نرجو أن تقوم في مصر دولة مسلمة تحتضن دعوة الإسلام»، ومعنى ذلك أن الدولة التي كانت قائمة في عهده لم تكن دولة مسلمة.
وهذا المعنى صرح به أحد قادة الدعوة السلفية في مصر، وكان قد تربى تربية إخوانية، وهو الدكتور ياسر برهامي، الذي قال عام 2009م: «إن مصر دولة غير إسلامية»، وأحدث نسخة من خوارج العصر تجسدت في تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي كان زعيمه السابق أبو بكر البغدادي عضوًا في جماعة الإخوان باعتراف القيادي الإخواني يوسف القرضاوي، كما يعد داعش امتدادًا للقاعدة الذي تزعمه أسامة بن لادن، بعد فصله من تنظيم الإخوان.
وسيستمر الخوارج في الظهور كلما قُضِيَ على فريق منهم خرج غيره حتى تقوم الساعة، تحقيقًا لنبوءة النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: «كلما خرج قرن قطع حتى يخرج في أعراضهم الدجال» أي في آخرهم، ولن يصلوا إلى التمكين في الأرض
فهم في جهنم وبئس المصير