كتب / حمزه سليمان لطفي
في البدايه نود أن نعلم الجميع بأنه قد بدأت الحرب بين دولتي أرمينيا وأذربيجان بعد الثورة الروسية عام ١٩١٧م وكانت هذه الحرب على شاكلة سلسلة “وحشية” من الهجمات يصعب فيها تصنيف الصراعات. حصلت الحرب بين الجمهوريتين عام 1918 ثم توقفت لمدة وعادت ما بين 1920 حتى عام 1922، أي بعد فترة وجيزة من استقلال جمهورية أرمينيا (1918-1920) ونفس الأمر بالنسبة لدولةأذربيجان. في الحقيقة لم يكن لمعظم الصراعات بين الدولتين نمط معين، وبالرغم من ذلك فقد تدخلت بعض القوى الأخرى على الخط مثل الإمبراطوريةالعثمانية والإمبراطورية البريطانية اللتي ساهمتا في الحرب بشكل غير مباشر.
وقد غادرت الإمبراطورية العثمانية المنطقة بعد هدنة مودروس واللتي كانت بين الدوله العثمانيه والحلفاء أثناء الحرب العالمية الأولى واللتي بموجبها تم وقف العمليات العسكريه في الشرق الأوسط أما النفوذ البريطاني فقد استمر حتى انسحبت قوة دانستر واللتي هي قوة عسكرية لقوات الحلفاء برئاسة الجنرال دانستر، تشكلت في 1917 خلال الحرب العالمية الأولى تألفت القوة من 1,000 فرد من عناصر النخبة البريطانية والكندية والأسترالية والنيوزلندية، أرسلت القوة من أجل حماية حقول النفط فيباكو ومساعدة وتدريب القوات المحلية عام 1920. اشترك المدنيون في الصراع؛ حيث شملت الحرب كل من محافظة سيونيك،جمهورية نخجوان الذاتية وحتى مرتفعات قرة باغ. هذا وتجدر الإشارة إلى أن السبب الرئيسي في ارتفاع الخسائر في صفوف المدنيين هو نهج جيش الدولتين لما يُعرف بتكتيك حرب العصابات والذي كان لا يفرق بين المدني والعسكري .
الأسباب الكامنة وراء الصراع لا تزال بعيدة عن الحل بعد قرن من الزمان تقريبا، فالقصة هذه تحمل تصورات مختلفة جدا ووجهات نظر مغايرة تماما حسب كل رواية، ووفقا للمؤرخين الأرمن فإن الجمهورية الأرمنية ترغب في أن تشمل منطقة ناخيتشيفا المناطق الأساسية من البلد (شرق أرمينيا) وبالتحديد محافظة يريفان كما ترغب في تملك الأجزاء الشرقية والجنوبية من محافظة إليزابيثبول، وفي المقابل فأذربيجان ترفض كل هذه المعطيات وتُؤكد على سيادتها ووحدة أراضيها على كل تلك المناطق
وفي هذا الشأن قد أرجع الكثير من المحللين إلى كون تلك الصراعات إلى صراع دين معتقدي بحت بين دولة أرمينيا اللتي تتخذ من الصليب شعاراً لها وبين دولة أذربيجان المسلمه ‘ السنيه حديثاً ‘ ويستدلون على ذلك بقولهم أنه في آذار/مارس 1918 نمت التوترات العرقية والدينية بين أرمينيا وأذربيجان في مدينة باكو اتهم حزب المساواةوجمعية الاتحاد والترقي الأحزاب من القومية التركية والبلاشفة وحلفائها. شاركت الميليشيات الأرمنية الإسلامية في المواجهات المسلحة التي أسفرت عن خسائر فادحة. كثير من المسلمين ماتوا أو طُردوا في ومن باكو بالإضافه إلى القتلى من صفوف الجماعات المسلحه المسيحيه الأرمينيه
وفي الوقت نفسه بدأت الإمبراطوريه العثمانيةبقيادة أنور باشا في التحرك إلى الأمام رفقة جيوش الإمبراطورية المنشئة حديثا (جيش الإسلام)، فوقعت المعارك الكبرى في كل من مقاطعة يفلاخ ومقاطعة آقداش.
استسلمت حكومة جمهورية أرمينيا في 4 ديسمبر عام 1920 عندما دخل الجيش الأحمر مدينة يريفان (العاصمة فيما بعد). في 55 كانون الأول تكونت اللجنة الثورية الأرمنية من الأرمن من أذربيجان، أُعلن عن تأسيس الجمهورية الأرمينية السوفيتية الاشتراكية تحت قيادة جيفروك أتاربيكيان. في 18 فبراير عام 1921 بدأت الثورة الوطنية ضد البلاشفة وأخذ زمام المبادرة الجنرال جاراين نزديه وآخر رئيس وزراء أرمينيا المستقلة سيمون فراتسيان في مكافحة تمرد البلشفيةواضطر السوفيات للخروج من يريفان وغيرها من الأماكن.
استقر العنف في جنوب القوقاز أخيرا بعد التوقيع على معاهدة صداقة بين حكومة الجمعية الوطنية الكبرى والاتحاد السوفياتي. وقع السلام في منطقة قارص من قبل ممثلي الجمهورية الروسية السوفيتية الاتحادية الاشتراكيةوممثلي الجمهورية الأذرية السوفيتية الاشتراكية ثم ممثليالجمهورية الأرمينية السوفيتية الاشتراكية وكذلك ممثليالجمهورية الجورجية السوفيتية الاشتراكية وحكومة الجمعية الوطنية الكبرى. ، “معاهدة الصداقة والأخوة” تم طرحها ومناقشتها وإقرارها خلال معاهدة موسكو الموقعة في 16 مارس 1921 مع الجمهورية الروسية السوفيتية الاتحادية الاشتراكية.
واللتي بموجبها تم منح ناختشفان منطقة حكم الذاتي داخل أذربيجان، و أصبحت تركيا وروسيا ضامنتين لها ووافقت تركيا على إرجاع غيومري إلى أرمينيا وباطوم إلى جورجيا.
وإستمر هذا الوضع هكذا حتى عام ٢٠١٦م والذي فيه تجدد الصراع مره أخرى ، مما أثار من جديد مخاوف بشأن الاستقرار في جنوب القوقاز الذي يعد ممراً لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز إلى الأسواق العالمية ، مع العلم أن هذا الصراع لم يكن بنفس الحده اللتي يشهدها الصراع بين البلدين في تلك الأيام حيث أنه بعد ساعات من إعلان أرمينيا التعبئة العامة إثر تطور الخلاف مع أذربيجان وتجدّد العمليات العسكرية في “ناغورنو كاراباخ” وهي المنطقه المتنازع عليها بدأت يريفان بتجنيد الشبّان .
ومما زاد الوضع سوءً هو ظهور بابا الكنيسه الأرمينيه وهو في إحدى يديه السلاح وفي يديه الأخرى الصليب ، الأمر الذي أدى إلى خروج رئيس دولة أذربيجان قائلاً أنه لا رجوع إلا بعد إسترداد جميع الأراضي المحتله ومؤكداً على أن أذربيجان اليوم ليست كأذربيجان الأمس وأن حليفها التركي اليوم ليس كحليفها التركي الذي كان بالأمس خاصةً بعد تخلي إيران في السنوات الماضية الأخيره عن دعمها إياها والذي يرجع إلى تخلي دولة أذربيجان عن منهجها الشيعي الذي كانت تنتهجه وإتباع أكثر من ٧٠ % من شعبها لنهج ومذهب أهل السنة والجماعة وخاصة مذهب الإمام أبو حنيفه ليتم التأكيد كما سبق على كون تلك الحروب حروب دينيه بحته في المقام الأول كما حلل ذلك العدد من الخبراء والمتخصصين .
وبدورها، أعلنت الرئاسة الأذربيجانية التعبئة العامة الجزئية، كاشفة عن مقتل 32 جنديا أرمينياً إثر المعارك التي استمرت طوال الليل، بحسب الإعلان الرسمي، مؤكدة أن قوات أرمنية أطلقت النار على بلدة ترتر الحدوديه .
ودفعت هذه التطورات البلدين إلى الإعلان عن إجراءات عسكرية عاجلة، حيث أعلن حكمت حاجييف مساعد رئيس أذربيجان أن البرلمان صادق على تطبيق الأحكام العرفية في جميع أنحاء البلاد وفرض حظر التجول.
كما أوضحت وزارة الدفاع في أذربيجان أن قواتها دخلت 6 قرى خاضعة لسيطرة الأرمينيين خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت عند خط التماس بين الطرفين في منطقة ناغورني قره باغ.
بالمقابل، أفادت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية بأن “إعلان وزارة الدفاع الأذربيجانية المتعلق باحتلال 6 قرى لا يتوافق مع الواقع، وتابعت أن هذه المعلومات مستفزة” والذي كذبها العديد من السياسيون ذلك .
وأعلنت بعدها الحكومة الأرمينية في قرار لها، حالة الحرب والتعبئة العامة في البلاد بسبب أحداث قرة باغ.
من جانبه، حض الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأحد، كلاً من أذربيجان وأرمينيا على “وقف المعارك فوراً” في منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها والتي تشهد مواجهات هي الأسوأ منذ 2016 ، وأورد بيان للمتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، أن غوتيريش “يدعو الطرفين بحزم إلى وقف المعارك فوراً والبدء بنزع فتيل التوتر والعودة من دون تأخير .