خالد السلامي
السبل الاصولية ام الوساطات ؟
لست ممن يؤمن بالتوسط لقضاء حاجة او استعادة حق او طلب شيء مشروع ليس لقلة علاقات او عدم القدرة للوصول إلى الشخصيات المؤثرة
وانما ايمانا مني بأن السير في طريق الواسطة سيضطر المقابل الى اعطائك طلبك بدون قناعة بل خجلا من الوسيط او ربما خوفا منه لانه قد يكون من اصحاب التأثير بالدولة والمجتمع او حرصا على عدم اغضابه فقد يحتاجه لاحقا خصوصا اذا كان الوسيط ذا جاه او منصب كبير
مما يعني أن من تحاول الحصول على طلبك منه بالتوسط سوف لن يتعامل معك كما لو انه اعطاك ماتطلب عن قناعة ورضا دون ضغط الوسيط وستبقى العلاقة بينكما على كف عفريت كما يقول المثل وبمجرد زوال جاه او منصب وسيطك سينقلب عليك وربما تدخل في مشاحنات قد لا تنتهي الا بما لايرضيك.
لذا يجب الحرص على المسير في الطريق الاصولي رغم صعوبته وقد يكون طويلا ومملا لكنه بالتأكيد لن يُخسِرك مسؤولك او صاحبك الذي تحاول الحصول على طلبك المشروع منه حتى ولو لم يعطيك حقك وقد تكبر في عينه مادمت مصرا على اتباع الاساليب الاصولية والقانونية الطبيعية في الوصول الى غايتك.
وفي قناعتي ان من يحقق طلباته بالوساطات والمحسوبيات فانه بالتأكيد يسعى لطلبٍ غير مشروع او لينافس اخرين على شيء هم احق به منه او ربما لازاحة اناس وصولوا لمكانهم ومكانتهم بجهدهم واستحقاقهم واخذ مكانهم دون وجه حق ولمجرد انه يمتلك علاقة بشخصية ما او منتمٍ لجهة ما
او ربما لديه مايدفعه من اموال لتحقيق غايته بالطرق الملتوبة و غير الشرعية وبهذا سيكون قد اخذ حق غيره وسيتمتع بما لم يكن من حقه لانه لوكان من حقه لَوصلَ اليه بالطرق الاصولية المشروعة .