كتبه _ الاخصائي النفسي والتخاطب
محمد ابوزيد عثمان
السرقة داء عظيم يرثه الطفل لدوافع واسباب كثيره وأليكم بعض هذه الدوافع
1- السرقة الكيدية: بعض الأطفال يلجأون إلى سرقة الأشياء عقاباً، إما للكبار أو لأطفال مثلهم حتى يصيب هذا الشخص المسروق الهلع والفزع، وذلك نتيجة وجود كراهية أو دوافع عدوانية تجاه الآخرين أو انتقاماً من شخص قدم أذى لهذا السارق.
2- حب التملك: أغلب الأطفال الذين مارسوا نوعاً من السرقة كان بهدف تحقيق كيان ووجود متميز مزود بمستلزمات بسيطة كاللعب، والممتلكات الخاصة التي تساعده على الاستقلالية.
3- المغامرة والاستطلاع: قد نرى بعض الأطفال ينتظرون غياب حارس الحديقة للسطو على قليل من ثمارها، إلا أن دافع السرقة هنا ليس الجوع والحرمان ولكنه حب الاستطلاع والمخاطرة وروح المغامرة، وقد يسرق الطفل طعاماً لم يره من قبل، ولم يتذوقه.
4- اضطراب نفسي: العوامل النفسية وراء السرقة كثيرة ومتشعبة، ولا يمكن تفسير سلوك السرقة بدافع واحد مثل الحاجة إلى النقود أو الجوع أو الاستطلاع، وقد تكون السرقة جزءاً من حالة نفسية أو ذهانية مرضية يعاني منها الطفل، وتظهر على شكل اضطراب سلوكي مثير، له دوافعه النفسية العميقة، ناتج عن صراعات مرضية شاذة في نفس الطفل.
5- تحقيق الذات: قد يلجأ الطفل إلى السرقة لإشباع ميل أو رغبة يرى فيها نفسه سعيداً أو ليظهر بصورة أفضل أمام الغير، كالذي يسرق نقوداً للذهاب إلى السينما ليحكي عن الأفلام مثل غيره من الأطفال، أو ليركب دراجة مثل أصحابه، وربما كان فشله الدراسي خلف محاولة تعويضه بالظهور مادياً على غيره من الأطفال.
6- الحرمان: دافع أساسي للأطفال الناشئين في الأسر والعائلات الفقيرة مادياً، فعادة ما يشعر بالنقص في الأشياء التي يحتاجها في حياته، ومن ثم فهو يحاول تعويض هذا النقص والحرمان لنفسه والاستحواذ على الأغراض التي يحتاجها بالسرقة إذا لم يتمكن الوصول إليها بطرق شرعية.
7- أصدقاء السوء: وجود الطفل في وسط جماعة تمارس السرقة أو هو أحد سلوكياتها يجعله ينقاد لأوامرها ويفعل ما يقتضيه وجوده بينهم، حتى يحصل أو يحافظ على مكانته فيها.
وفقاً لدراسة قدمتها الأخصائية النفسية مريم العبيدلي، في مركز الشارقة للدراسات التربوية، حول سلوك السرقة عند الأطفال فهو سلوك يأتي مدفوعاً بعدد من الأسباب التي تمكن الطفل من اكتسابه بسهولة وقد أجملت هذه الأسباب في:
عوامل أسرية: فمثلاً أساليب القسوة في المعاملة الوالدية والعقاب المتطرف أو التدليل الزائد للطفل لهما نفس النتيجة على حدٍّ سواء وتسهم في لجوء الطفل إلى السرقة إذا رافق ذلك عدم تعويد الطفل على التفرقة بين ممتلكاته وممتلكات الآخرين، أو لم تحترم ملكيته، وكذلك القدوة غير الحسنة التي تقوم بهذا السلوك أمام الطفل لها دور فعال في ممارسته أيضاً.
وسائل الإعلام المتطرفة: تقوم بعض الأعمال الفنية والمواد الإعلامية بالتركيز على أحداث تنطوي على السرقات والأساليب التي تمارس كخدع، وإظهار السارق بالبطل والمقدام الأمر الذي يعطي الرغبة للطفل بممارسة هذه البطولة والإحساس بروح المغامرة ما يؤثر على السلوك المُشكل لشخص الطفل، وقد تحدث الطبيب النفسي عبدالله أبو العدس، أخصائي الصحة النفسية، عن هذا الشأن وأقر بأنه من أهم أسباب اكتساب الطفل لهذا السلوك.
هوس السرقة: عادةً ما يظهر في نوبات لدى الأطفال الأكبر سناً (الطفولة المتأخرة) والمراحل التالية لها، حيث يشعر الشخص بالتوتر الشديد قبل ارتكاب فعل السرقة ويشعر بالهدوء عند اقترافها.
رد فعل عدواني تجاه الزملاء أو الآباء: تظهر بعض أنماط عدوانية الأطفال في صورة سرقة واستحواذ على ممتلكات الغير من الأقران عقاباً لهم على خطأ قد اقترفوه في حقهم، أو انتقاماً من الوالدين ضد سلطتهم وتسلطهم.
الغيرة: الغيرة من امتلاك بعض الأطفال الآخرين لأشياء لا يستطيع الطفل الحصول عليها قد تدفعه إلى التفكير في اختلاسها أو سرقتها وقد لا ينتفع بشيء مما سرقه فنجده يحطمه أو يتلفه.
الشعور بالنقص وتعويض مشاعر الدونية والتمييز بالفضائل: قد تكون رغبة الطفل في الحصول على المركز وسط الأقران الذين يقللون منه تدفعه إلى السرقة لشراء ما يستطيع أن يتفاخر به أمامهم، وليعطي أصحابه حتى يصبح محبوباً ومقبولاً بينهم، وقد يسرق الطفل من أجل تقديم معونة إلى رجل عجوز أو من أجل التبرع بالمدرسة أو من أجل إطعام جائع.
تضيف الدراسة أيضاً بعض الأسباب الأخرى التي تزيد من السرقة عند الأطفال وهي تتمثل في إشباع مشاعر التمرد الكامنة لدى الآباء، حيث يحصل الآباء على أشكال متعددة من السعادة اللاشعورية نحو التصرفات السيئة لدى أطفالهم، فسرقة الطفل عادة ما توفي هذا الغرض لدى الآباء، وينتقل هذا الشعور للطفل تلقائياً مما يستثير مشاعره ويدفعه للقيام بالأمر ذاته مراراً وتكراراً.