بقلم إيڤيلين موريس
لا نستطيع أن نغفل قيمة الفن وبخاصة الفن الغنائي في التأثير على الإنسان فمن خلال الكلمات واللحن والصوت أيضا نستطيع أن نؤثر علي المشاعر ، وهذا ما حدث في أغنية بالبنط العريض للفنان حسين الجسمي الذي استطاع بأدائه الغنائي ولحنه المبهج ومن خلال كلمات الفنان ايمن بهجت قمر من إدخال البهجة والسرور إلى قلوب جميع المصريين بكل فئاتهم .
وقد أرجع البعض السبب خلف ذلك النجاح إلي احتياج الإنسان ” للطبطبة ” خاصة في ظل الظروف الراهنة .
وهذا ما دعاني للتفكير والتساؤل عن السبب وراء هذا النجاح خاصة أنني أرى ان فيروس كورونا كان له من الفوائد أنه خلق حالة من الأحتواء والدفأ بين أفراد الأسرة والتي كانت قد فَترت نتيجة لضغوط الحياة التي أبقت عائل الأسرة خارج المنزل لساعات طويلة طلبا للرزق.
ومن وجهة نظري المتواضعة أري أن السبب وراء ذلك النجاح يرجع إلي :
إكتمال عناصر نجاح الأغنية من كلمات ولحن وأداء
حيث اعتمد الكاتب على أسلوب جذب الإنتباه في بداية الأغنية فكانت كلماته ” حبيبي بالبنط العريض ..غالي وأقرب م الوريد … الخ” وهو أسلوب أشبه بالنداء القوي الذي يبعث على الالتفات ومن ثم الالتفاف حول قائله، ثم أعقبه بالقرار ” آه لقيت الطبطبة واقوي لو ما انتش بعيد …الخ ” والذي يتميز بنغمة مبهجه للغايه تمنح السامع حالة من السعادة والرغبة في الغناء والرقص والهتاف وتخرجه من الحالة النفسية السيئة فأصبح الجميع يتغني به وعَلقت كلمات القرار بذهن المستمع وأصبحت موضوع الجميع فخرجت التساؤلات عن الطبطبه بأسلوب ساخر وتداول الكثيرين النكات عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
وقد ظهرت مهارة الكاتب أيمن بهجت قمر في تطويع اللحن لخدمة الكلمات وليس العكس على الرغم من أنه كان قد أستلم اللحن اولا ًمن الفنان حسين الجسمي ثم قام ببناء الكلمات عليه ، وإني وإن كنت اري ان تلك الكلمات ليست هي الأفضل من الناحيه الادبيه واللغوية كما أنها ليست هي الأرقي إلا أنني لا أستطيع أن أنكر أنها تمكنت من قلوب المستمعين وأخذت مكانتها على ألسنتهم وانا من هؤلاء.
تري .. هل سيظل تأثير الأغنية باقي ام أنها ستلحق بمثيلاتها من الاغاني سواء الاسبانيه مثل ” ديسباسيتو ” أو المصريه مثال “اللي سابنا خسر دلعنا” “و اطبطب وادلع ” وغيرهم من الاغاني المشابهة والتي كان لها تأثير وقتي ولكننا فقدنا الشغف بها بعد حين.
وتبقي الإجابة لتضعها الايام .