فعلا الإحسان فى غير أهله مضره !!
بقلم الباحث التاريخى الشريف / أحمد ُحزين شقير الُبصيلى
……………………………………………………..
ولد أنت بتكلم أكبر خبير للشحاتين في البلد بتكلم شخصية أستاذ النماذج .
أنا هطبق عليك نموذج ارحموا عزيز قوم ذل …
جمل لا يمكن نسيانها في دور رائع للكوميديان وحيد سيف أمام عادل إمام بفيلم المتسول الذي ناقش ظاهرة التسول في منتصف ثمانينيات القرن الماضي.
الشخصيات التي تم رسمها لم تكن من خيال المؤلف فعالم الشحاتين قائم بالفعل ليس هذا فحسب لكن اتضح أيضا أن وحيد سيف أو الدكتور ليس صنيعة شطحات مؤلف فهو موجود يمارس عمله بدقة، يحدد ما يحتاج المرشح للشحاتة لاستعطاف قلوب المواطنين وإخراج الأموال من جيوبهم
التسول عادة ليست بالجديدة ولكل طرقها وأساليبها هي فقط التي تتطور من جيل وجيل ويسعى المتسولين الي ابتكار كل ماهو جديد في أساليب التسول لاستجداء عطف المارة فتقريبا لا يمر يوم علينا ونحن في طريقنا الي أعمالنا أو مدارسنا أو غيرها إلا ونسمع الكثير من الجمل المعتادة مثل:- لو سمحت ممكن بس أي فلوس علشان أروح أو حاجة لله أو لو سمحت جعان وعايز أكل وغيرها من الجمل الذي أصبحت محفوظة ومفهومة لدي الأغلب منا.
ومن اغرب الحيل التي نراها في التسول هي تمثيل المتسول أن لديه أعاقه معينه أو أن قدماه ويديه مقطوعتانوبالفعل يجيدان تمثيل تلك الأدوار وببراعة وفي الأسطر القادمة سوف اشرح لكم خطط وتكتيكات الشحاتين أو النصابين للحصول على مال من جيبك
حركة وتكتيك جديد من الشحاتين للحصول على مالك أشهرها تمثيل الإعاقات وانه مجرد تمثيل ونجد أنهم طبيعيون جداً ليس بهم أي شئ.
انا مثلا دخل على شخص وطلب منى مال فشككت انه سليم وليس لديه اعاقة حيث قام بتمثيل دور ان يده اليسرى مشلولة وخلال ذلك اليوم تعودت على السير وحدى لعمل رياضة لحبى لرياضة المشى وعادة اتمشى فى شوارع جانبية جدا فإذا بى اجد هذا الشحات الذى كان بالامس يعمل نفسه مشلول اليد يمشى سليما وفى يده اليسرى سيجارة ولما رآنى ارتبك واسرع فى المشى حتى لا أوقفه.
تكتيك وخطط اخرى للشحاتين مثل انا عايز فلوس لأنى جعان ولم اتعشى
يظهر هذا الشخص بجوار عربات الأطعمة أو أماكن الأطعمة المنتشرة ويطلب بإلحاح ويردد جعان والله مااكلتش من الصبح وهكذا حتى يستجدي العطف مما حوله.
وكنت جالسا ذات يوم على قهوة مع احد الاصدقاء فدخل على شحات نصاب وقال انى جعان لم اكل من امس وعندما حاول احد اصدقائى اخراج مبلغ اوقفته ثم قلت للشحات تعال معى طالما انت جعان انا ايضا اريد اتعشى لقمة خفيفة تعال معى لنذهب لمطعم فلافل نأكل عشاء خفيف وعند وصلنا للمطعم انا اريد مبلغ مال وليس اكل فقلت له مش انت جعان ادخل لنأكل ثم انتهز انشغالى للحديث مع العاملين فى المطعم فنظرت خلفى فوجدته قد هرب واختفى .
وأيضا الجمل المعتادة من الأشخاص العاديون أثناء مناسبة أو أثناء قضاء حاجه لك في احد المصالح وهي الجملة الشهير كل سنة وأنت طيب وفين الشاي بتاعي بقي.
خطة اخرى يستخدمها كثير من الشحاتين ومنتشرة حاليا انا محتاج فلوس علشان اروح .
وتجد أن هذا الشخص أو تلك المرأة ربما يظهران بمظهر ملائم لا يدل أبدا على أنهما متسولان من الأساس ويدعيان بان النقود التي معهم فقدت أو تم سرقتها ويحتاجون فقط ثمن أجرة المواصلات لكي يذهبوا الي بيتهم ولكنها مجرد خدعه ليس أكثر للحصول على مبلغ مالى كبير ومنهم من يستخدم روشتات طبية ويقسموا بالله ان ابنائهم مرضى بمرض خطير ويحتاجوا لعمل عملية جراحية ويكون منهم منقبات كثير حتى لا تستطيع التعرف عليهن خاصة داخل عربات مترو الانفاق وفى الاتوبيسات.
– وحاليا ظهرت خطة جديدة للشحاتين لجلب الرحمة والشفقة من القلوب لإخراج المال حيث يقوم الشحات بالجلوس بجوار صندوق زبالة وعندما يرى فريسته قادمة يعمل نفسه انه يأكل من الزبالة وعندما تشاهده الفريسة تقول يا حرام وتخرج من جيبها مال وعادة يكون مبلغ كبير
– وهناك خطة وتكتيك اخر يستخدم من الشحات خاصة ضد اى بنت او امرأة تسير ويكون كالتالى : حيث يسير الشحات ممسكا تليفونه المحمول ويعمل نفسه انه يتكلم مكالمة ان ابنته تريد عمل عملية وانه مش عارف يحضر فلوس منين وانه ابنته هتموت منه وانه ليس معه فلوس تكفى ومفيش احد عايز يساعده ويرفع من صوته جدا بإنفعال اثناء المكالمة حتى تتأثر الفريسة التى يريد ان يأخذ منها المال .
وفى النهاية لا أخفيكم ان هناك شحات نصاب على أعلى مستوى من هؤلاء الشحاتين الصغار وهو شحات سرقة وبيع الفنكوش السياسى للمواطنين يستغلها بعض أصحاب ترشيحات الانتخابات ليبيعوا الوهم للوصول لكرسى البرلمان .
ومع اقتراب إجراء أى انتخابات تظهر أشكال متنوعة من الشحاته والنصب والاحتيال إما باسم أحزاب أو باسم مرشحين أو باسم أشخاص تبيع الوهم لأى متطلع أو راغب في الترشح وتدَّعى معرفتها بعلاقات كبيرة تساعد في الاقتراب من الكرسى مقابل مبالغ مالية وهم فى النهاية مجرد فنكوش كما هناك بعض مرشحين يوعدون الناس بوعود كاذبة تسولا منهم فى الحصول على أصواتهم .
أيها الاعزاء ان التسول ظاهرة قبيحة تُسيء إلى سمعة المجتمع وتُعكر صفوه وتُشوه صورته وتجعل المتسول يظهر بصورة المحتاج والذليل وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُذلّ المؤمن نفسه قال صل الله عليه وسلم: (لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ) أخرجه الترمذي.
وقد حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من هذه المهنة ونفّر منها لأن صاحبها يفقد كرامته في الدنيا ويسيء إلى آخرته لما روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ).
وقد حرم الإسلام التسول بل قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
( من أمسى كالاً من عمل يديه أمسى مغفوراً له )
و عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: مَن سأل الناس في غير فاقةٍ نَزَلَتْ به أو عيالٍ لا يطيقهم جاء يومَ القيامة بوجهٍ ليس عليه لحَم .
وأما من كان في ضيق وكربة فيباح له أن يسأل لإحياء نفسه وأولاده إما أهل الخير أو الجهات المختصة والمعنية برعاية الفقراء والمحتاجين.