كتبت /ليلى شتا
لقد كرم الله المرأة فى الإسلام ولم يقف الإسلام عند حد إشتراك المرأة مع أخيها الرجل في المسؤوليات بل رفع من شأنها وقرر إحترام رأيها شأنها فى ذلك شأن الرجل وإذا كان الإسلام جاء بإختيار بعض آراء الرجال فقد جاء بإختيار رأي بعض النساء. فقد بدأت سورة المجادلة بأربع آيات نزلت في حادثة بين أوس بن الصامت وزوجته خولة بنت ثعلبة حيث كان شيخا كبيرا فدخل عليها يوما فراجعته بشيء فغضب فقال : أنت علي كظهر أمي ـ وكان الرجل إذا قال لزوجته ذلك في الجاهلية حرمت عليه ـ ثم دعاها فأبت وقالت كلا والذي نفس خولة بيده لا تخلص إلي وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه. ثم خرجت حتى جاءت رسول الله فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت. فقال عليه الصلاة والسلام : ما أمرت في شأنك بشيء حتى الآن وما أراك إلا وقد حرمت عليه. فقالت ما ذكر طلاقاً يا رسول الله ؟ وأخذت تجادله عليه الصلاة والسلام وتكرر عليه القول إلى أن قالت : إن لي صبية صغار إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضمهم إلي جاعوا وجعلت ترفع رأسها نحو السماء وتقول : اللهم إنني أشكو إليك اللهم فأنزل على لسان نبيك وما برحت حتى نزل قوله تعالى : قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ نزلت الآيات تبين أن الظهارـ وهو تشبيه الزوجة بالأم أو غيرها من المحارم ـ ليس طلاقاً ولا موجباً للفرقة بين الزوجين. فانظر كيف رفع الله شأن المرأة وكيف احترم رأيها وجعلها مجادلة ومحاورة للرسول صلى الله عليه وسلم وجمعها وإياه في خطاب واحد { وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا }. وكيف قرر رأيها وجعله تشريعاً عاماً خالداً لنعلم أن آيات الظهار وأحكامه في القرآن الكريم وأن سورة المجادلة لم تكن إلا أثراً من آثار الفكر النسائي. وصفحة إلهية خالدة نلمح فيها على مر الدهور احترام الإسلام للمرأة ورأيها وأن الإسلام لا يرى المرأة مجرد زهرة ينعم الرجل بشم رائحتها وإنما هي مخلوق عاقل مفكر له رأيه ولرأيه وزن وقيمة. القرآن الكريم جعل للمرأة كل تكريم وعز فعاشت ماضيها البعيد محرومة من كرامتها، وفي ظل الإسلام وجدت رعاية التكريم وعناية التعظيم، وجدت قضيتها حكم فيها خالقها ولا حكم بعده