بقلم عبير مدين
منذ ايام ذهبت للتسوق من السوبر ماركت، من ضمن المشتريات التي اشتريتها كان كيس من البزلاء، ولست أدري ما الذي الهاني عن تخزينها العام الماضي ومر الموقف مرور الكرام .
اليوم أخرجت كيس عصير برتقال من الديب فريز و بعد إعداد العصير جلست ارتشف منه وانا أتصفح في هاتفي ثم فجأة نظرت للعصير وتذكرت طبخة البازلاء وعلمت لماذا نشكوا الملل وان كل شيء أصبح بلا طعم بلا بهجة و سافر خيالي للماضي كنا ننتظر موسم الخضر والفاكهة التي نحبها بشوق ونأكل منها بتلذذ الآن وقد أصبح كل شيء موجود في غير أوانه وفي متناول ايدينا زهدنا فيه و سقطنا فريسة الملل .
كنا ننتظر العيد نحلم باليوم الذي نرتدي فيه الملابس الجديده اليوم أصبح لا موسم للشراء ضاعت بهجة الملابس الجديدة.
كنا ننتظر اكلات رمضان و نتسابق يوميا على اكل الكنافة و القطايف اصبحنا نعدها اول يوم من باب التقاليد والعادات و ربما لا احد يقربها . لم لا ! وهي متوفرة طوال العام وأصبحت المشروبات الغازية و العصائر والايس كريم قبلة الصائم
كنا نقدم طلبات توضع سنوات على قائمة الإنتظار الي أن يأتي دورك لإستلام هاتفك وتتعالى ضحكاتنا مع كل إتصال ونحن نسمع رنينه نتسابق لنجيب المتصل حتى أن أمي أصدرت تعليمات بأن يكون هناك دور حتى لا يحدث شجار بيننا ، الان الهاتف الارضي منزوي في أحد أركان المنزل باكيا على ايامه الخوالي بعد أن تربع الهاتف المحمول على عرش الاتصالات وأصبحت وسائل التواصل الاجتماعي وسائل تباعد اجتماعي ضاعت بهجة الزيارات و تاهت السبع كلمات التي كانت تقال على السلم حين يحين موعد العودة وكأن حديث السلم له نكهة أخرى اصبحنا نكتفي بلايكات وأننا نرى اعز الناس اون لاين !
تمرد الزوج على زوجته وبحث عن الصداقه و الحب و المغامرة بين الصديقات تمردت الزوجة على إهمال زوجها وبحثت عن الاهتمام بين الصفحات فسقط البعض في مستنقع الخيانة
تمردنا على تعب البحث و قراءة الكتب وأصبح جوجل اقصر طريق للمعلومة فسقط الكثير في مستنقع الجهل و وقع البعض في يد من غسل عقله حتى وصل الأمر أن يقع فريسة في يد جماعات إرهابية ،
تمرد البعض على نور النهار وهرب لليل فنسي شكل الشمس فذابت العظام
اشياء كثيرة كانت تملأ حياتنا بهجة كنا نظنها معاناة تمردنا عليها، أصبحنا لا نستطيع العودة للماضي متمردين على الواقع لا نعلم ماذا يحمل لنا المستقبل
فسقطنا في فضاء بلا ملامح بلا الوان