بقلم : محمد عبد المجيد خضر
لا امل ولا حل بــ ليبيا
تم ايقاف الحرب العسكرية بصفة مؤقتة ، وجاءت لحظات الحسم والمفاوضات والسياسة وتوزيع الادوار وترتيب البيت الليبي من الداخل ، لكن الانقسام مازال قائم لاسباب عديدة ، اهمها التدخلات الخارجية من دول لا تريد للسلام والتوافق بين الفرقاء في ليبيا ان يتم ، وذلك لمصالح اقتصادية اولا وسياسية ثانيا وعسكرية للضغط على مصر من الجهة الغربية ثالثا تهديد الدول المجاورة وعودة لتنظيم الاخوان المسلمين للمنطقة .
ان ليبيا الان لا دولة ولا اركان وتفتقد لمصدر قرار ، حيث تجد اجتماعات بين فرقاء ليبيين ففي المغرب مجموعة ، واخرى في تونس وغيرها في مصر ، ولا ندري من منهم يمثل الشعب الليبي في الحقيقة ، وهناك ايضا مفاوضات ومناقشات برعاية الامم المتحدة .
وجاؤوا بسيدة غربية تتكلم اللغة العربية !! كمبعوث للسلام من الامم المتحدة في ليبيا ، ذكرتني بالسفيرة الامريكية ايام حكم الاخوان في مصر ، وجريفين في اليمن للتنسق والتفاوض وتفرض آراء على المجتمعين ، ومهازل يصعب معها اتخاذ قرار ليبي يجمع الليبيين وتحول الصراع العسكري الذي لم يكتب النجاح والحسم لاي من اطراف النزاع المتناحرين ، الى صراع سياسي لا أمل فيه ولا رجاء اطلاقا .
حيث يوجد فوضى عارمة في محاولات حثيثة لتثبيت فتحي باشاغا كبديل لفايز السراج في قيادة حكومة الوفاق ، ورحلات مكوكية له بين تركيا ومصر وتونس والمغرب وامريكا وفرنسا وروسيا للحصول على مباركة من كل الاطراف الفاعلة في المشكلة الليبية وخبى نجم السراج نهائيا بعد محاولاته الفاشلة لاقصاء فتحي باشاغا .
ومن ناحية اخرى تجد محاولات للاطاحة بعقيلة صالح من رئاسة البرلمان الليبي ، وخلاف على مكان الاجتماع بين مدينة غدامس او بنغازي ، ولَم يتم اتخاذ قرارات فاعلة من قبل اي اجتماعات للفرقاء لا في المغرب ولا في تونس ولا في مصر والتدخلات الخارجية الواضحة جدا ، من روسيا والغرب وامريكا وتركيا وكل منهم له اجندته الخاصة للحصول على جزء من ثروات ليبيا وبترول وغاز ليبيا .
الغريب ان الليبيين غير مدركين لخطورة الوضع ، والقوا بانفسهم في احضان من لا يرغب في حل المشكلة ، للاستفادة حتى النهاية من اختلاف الفرقاء فيما بينهم ، والهوة تلتئم يوما ثم تتباعد ايام ، واجتماعات متفرقة بلا اي نتائج ولا يتحقق اي سلام بينهم ، ولا اي تفاصيل ودون اي تصور او اي تقدم او توافق .
فبعضهم يتحدث عن وضع دستور جديد والبعض الآخر يتحدثون عن توزيع الوظائف العليا في الدولة ، وآخرين يبحثون في عمل انتخابات بسوء نية او طيب النية ، لكن على ارض الواقع الثقة معدومة ، والجدال لا يحسم لعدم وجود قائد او زعيم يلتفون حوله .
لذلك فاني اطالبهم باعمال العقل والتحلي بروح الوطنية وان يجمعوا كلمتهم بدون اي تدخل خارجي وتنصيب شخصية ليكون زعيم وكبير لهم ، فهناك شخصيات قوية من بينهم يستطيعون توجيه الدفة لانقاذ ليبيا ، وتحقيق الامل المنشود للحفاظ على وحدة ليبيا ، ولانهاء الاختلاف والا فالعواقب وخيمة على الجميع والضحية هو الشعب الليبي .