بقلم // ثناء عوده..
في الذكرى الثلاثون من غزو العراق للكويت، اتذكر دور مصر المحوري، والداعم لقضايا الأمة العربية، وأنها لم تقف مكتوفة الأيدي أمام “صدام” ونفوذه العربي، وكيف مصر اختارت مسانده الحق، وهي في كامل الأسى والحزن، على ما أل إليه الوطن العربي.
فأنا لا اخوض كثيراً فيما قدمتة مصر لهذه القضية، ولكن وددت أن اذكر بها كل دولنا العربية، أننا مهما تعالت أصوات خلافاتنا، وتشتت أمرنا فإننا في النهاية عرق واحد، دمنا متناثر في كل دولنا، وجثث أولادنا تحت تراب عروبتنا، فأنا بمناسبة هذه الذكرى، أود أن اذكر من لا يتذكر، لعل الذكرى تنفع.
فأنا من أنصار عدم إشعال الفتنه،(فالفتنه نائمة لعن الله من ايقظها)، مهما تعاظمت خلافاتنا، حتى لا نعطى لاعدائنا مادة خصبة لضربنا في مقتل، وبايدينا فمنا من هم سوط بأيدي أعدائنا لجلدنا، مثل ( الاخوان والطابور الخامس )، وممن يدعون أنهم أصحاب فكر وقلم حر ولكنهم للأسف هم بوق في أيدي أعدائنا، فلننتبه ونكون على حذر، وليس معنى كلامي أن نقبل الإهانة أو الاستهانة، ولكن المعاملة بالمثل وكل شيء في إيطار من المحبة و المصالح المشتركة.
فلا ننسي ما حدث في سنوات مضت مع الجزائر في ماتش كوره، وكيف اشتعلت نار الفتنه، ولولا حكمة القيادة السياسية في البلدين لما كانت انتهت الأزمة،
واتذكر أيضاً الأزمة السعودية، بسنوات ليست بالبعيدة، ( أزمة ارامكو )، بعد أن اوقفت البترول إلى مصر بعد غضب السعودية من تصويت مصر لدي الأمم المتحدة، على مشروعين مخالفين لسياسات السعودية، ولولا حكمة وحنكه “السيسي”، لما انتهت الأزمة.
فنحن كمصريين لن ولم ننسى وقفة كلا من ( السعودية والكويت )، إبان ثورة 30 يونيو، فدورهم كان محوري سواء ماديا أو معنوياً، فنحن لن ننسى من ساندنا، ويجب عليهم أيضاً ألا ينسوا ما فعلته مصر معهم.
ولهذا أقول لا توقظوا نار الفتنه، فبيننا تاريخ طويل من المحبه فلا تعطوا الفرصة للمخربين بالفرقة بيننا، فأهل الشر بيننا.
أما عن الأزمة الكويتية الأخيرة، فهي أزمة سياسية والسياسية عليها ما عليها، وتعتمد على المصالح، فالأن مصلحة الكويت لا تتماشى مع مصلحتنا، والإدارة السياسية قامت بالرد مع ما يتفق مع مصالحنا، من منطلق ( السن بالسن والعين بالعين والبادي أظلم )، ولا تعطوا الأمر تفسيرا أكثر من ذلك، فالسياسة فيها جذب وشد ، ولكن نحن كدول عربية نقف علي مسافة واحدة من الحب والاحترام.
ولعل ذكرى حرب الخليج تجعلنا نتذكر أن الدم العربي واحد .