قلم : سعيد الشربينى
لقد كشفت مباراة فى كرة القدم النقاب عن سوء أخلاقنا وجهلنا بالثقافة الدينية الصحيحة . فعلى الرغم من كثرة علماء الدين وأهل الفتوى والتشريع والدعاة الا أنهم قد فشلوا فى تصحيح مفاهيم الدين الصحيح و ازالة الابهام الدينى . وهنا تقع المسئولية كاملة على رجال الآزهر الشريف ووزير الاوقاف ووجب علينا أن ننتبه ألى خطورة هذا الآمر جيدآ فما شاهدناه بالأمس القريب من الازدراء والتهكم على مخلوقات الله لهو حدث جلل ينم على عدم وعى وادراك بمفاهيم الدين الصحيحة السمحة
وهذا ما أخذ على رجال الدين بالآزهر الشريف وعلمائه اللذين مازالوا يقفون على أبواب العلماء القدامى أثابهم الله عنا كل خير . ولم تسعى ألى البحث والتدبر وقد ناشدهم بذلك الرئيس : – حينما طالبكم بالتجديد فى الخطاب الدينى لأهميته فى بناء الانسان والاوطان
وليس القصد من التجديد هنا دعوة ألى تجديد الصورة أو التنمق بالقول أو تجديد الهيئة بل تجديد الخطاب بمفاهيمه الحديثة التى تناسب عصرنا هذا – وهذا لن يتآتى الا بالبحث والتدبر والتآمل ونسير ولو خطوة لنعبر أبواب العلماء والمفسرين لأنأتى بتفاسير ومفاهيم يمكت لها أن تزيل الكثير والكثير من المفاهيم المغلوطة لدى الكثيرين من الناس
بل وناشدكم بالعمل على ترسيخ هذه المفاهيم الصحيحة التى سوف تأتون بها فى نفوس عامة الناس والشعب مما له الآثر الكبير فى وعى الشعب وادراكه بأهمية الوطن والحفاظ عليه بعدما يتم تصويب أخلاقه .
كما دعى كافة المعنيين بهذا الآمر الى العمل الجاد لأمتلاك القدرة على جذب المجتمع اليهم والاسترشاد بهم والآخذ عنهم .
فمعذرة ربما لا أكون متخصص فى هذا ولكن بدافع فطرتى الدينية كا فطرة كل المسلمين التى تقف على أبواب العلماء لتهتدى .
لقد طالب الرئيس : بالبحث والقراءة والتدبر فالدين لاينتهى ولن يتوقف عنده الزمان الا بقيام الساعة .
فلماذا لم يحاول هؤلاء المعنيين بكافة الشئون الدينية بالبلاد من محاولة تثقيف أنفسهم كى نستطيع أن نسمع أو نشاهد أو نهتدى بعالم جديد لديه القدرة على التصويب والتوضيح للكثير من المفاهيم الدينية التى مازلنا نجهلها؟
فأذا ما التبس علينا الآمر مثلآ : أن آيات التحريم كالخمير والميسر ..الخ . قد أنزلها الله – كى يعى ويدرك الانسان القول عند الصلاة وحرم عدم الاقتراب منها -وهذا شرطها الصريح للتحريم .
فأذا ما سقط هذا الشرط وشرب الرجل الخمر وهو يدرك ويعى ما يقول سقطت عنه التحريم ؟
هناك الكثير والكثير داخل صدورنا نحتاج ألى تفسيرها وازالة الابهام عنها بما يتفق مع عصرنا هذا – فالدين لكل زمان ومكان . ولن يتوقف به الزمان على أبواب المفسرين القدامى بل دعنا ألى التدبر والتآمل والدعوة لتجديد المفاهيم بما يتناسب مع العصروذلك من أجل ازالة الكثير والكثير من مفاهيم الدين المختلطة عند الكثيرين من الناس التى تعمل على فساد وافساد المجتمع فى أخلاقه وسلوكه تجاه الدين والوطن وبين الانسان وأخيه الانسان فاذا ما عملنا عليها أنصلح خلق المجتمع ونرتقى حقآ
اليس التهكم والمعايرة والسب والقذف وحالة الفساد الاخلاقى التى نعانى منها الان وأصبحت كالعلة التى برحت بجسد المجتمع وعملت على افساده كما شاهدنا أثناء الاحتفالات التى ملأت ربوع مصر احتفالآ بالفريق الفائز دليل قاطع لنا بأن ما حدث يكشف لنا النقاب عن تراجعنا الثقافى والدينى وهذا يعد من المسئوليات الآولى والكبرى التى تقع على عاتق رجال الدين والآزهر الشريف.
فما لنا الا أن نعتذر لأنفسنا ولكل من توجهنا اليه بالأساءة ولو أساء الينا – وندعوا كافة رجال الدين أن تتحمل مسئوليتها تجاه الدين والوطن . فلا صلاح للمجتمع الا بعد صلاح أخلاقه وهذه مسئوليتكم وحدكم.
حمى الله مصر شعبآ وجيشآ وقيادة من كل مكروه وسوء