كتب : محمد أبو زيد عثمان
المدرب المعتمد
الاخصائي النفسي والتخاطب
إن الأمر أصبح عاده وما يصبح عاده لابد من فهمه وتحليله وإن خضع للفهم والتحليل فيتوجب علينا وضع تعديل وعلاج مناسب له.
إن الحياة وإن كانت سعيده يجري فيها مجري العاده بكل ما نورثه من أبائنا وأجدادنا قد يصبح عاده فى معظم ما نفعل.
فمن الطبيعي أن نعتاد الأمر لقيامنا به مراراً وتكراراً لكن المصائب تتابع وتتسلسل إن لم يكن هناك ضابط يضبط هذه العادات يعطينا مفاهيمها ومخابئها لكي يتضح الأمر ومن نعم الله علينا أن أهل العلم لم يتركوا كبيره ولا صغيره ولا شارده ولا وارده إلا دونوها وألفوا أصنافً من العلم فيها .
من هنا ننطلق لنرصُد بعض العادات الغير سليمه ويقوم بها مُعظمنا .
أولا: عادة السلبيه والتشاؤم .
هنا ينظُر الإنسان إلي كل ما يحدث حوله في الوقت الحالى كأنه سيسبب له مصيبه مستقبلية.فيتجه بتفكيره إلى الخيال والتبحر في عالم ليس موجود .قد يحدث ما يتخيله وقد لا يحدث .
فالعاده هنا تجسيد الأحداث السالبه في العقل وعدم رؤيته للأفكار الإيجابية والحلول والإفتراضات التي تساعده على التخلص من المشكله لإنشغاله بالتفكير فيها بالسلب فتصبح نظرته للأمور متشائمة .
ثانيا: عادة إستحسان أفعال الذات.
يُصبح ويمسي الشخص همه الشاغل هو الشعور بتحقيق الذات البعض قد يصبح الأمر عنده عند أقصي مراتبه فى التعجرف و التباهى فلا يقبل النقد حتى لو كان نقداً مقبولاً .
يعتقد نفسه على الطرف الأيمن من الطريق رغم أن كل ما يفعله من أخطاء وسلوكيات مرفوض .
لا يفكر إلا فى أنه يُثبت صحة كلامه بكل الطرق فيعتاد الأمر فيصبح الأمر عاده غير جيده .لا يستطيع أن يدركها لأنها أصبحت جزء لا ينفصل عن شخصيته.
ثالثا: عادة التبجح والكلمات السوقيه.
فعندما لا يستطيع الإنسان الهروب من المأزق او النقاش الذي هُزم فيه يرفع صوته ويعلو صدره وتنخفض رقبته ويبدأ في ذكر ما لا يستحب سماعه.
هذه عاده إعتادها الناس أنك إن لم تستطع الإنصات لي فأنت لست الشخص المناسب الذي أتحدث معه رغم خطأي لابد أن تستمع لى فقط .
هذا لا ينطبق على الإنسان السوي العاقل المدرك للخطأ والصواب والذي لا يعاني من أي إضطرابات نفسيه . هذا الامر يستخدم في بعض حالات الإضطرابات النفسيه .
يبدأ المعالج لهذا الاضطراب النفس بالإستماع الي الحاله دون إبداء أي رأي على أقواله وأفعاله ثم بعد ذلك ينتقل الي طرق العلاج الانسب له.
إن كنت من أصحاب هذه العاده فتحتاج أن تتعلم الإنصات و التحكم فى الإنفعالات بدلا من إتباع هذا السلوك فى المناقشات اليومية .
رابعا: عادة أنا أنا وأنت أنت.
أعني أن كل الناس يتحدثون ويكتبون وينشرون حدث من يحدثك.
تكلم مع من تحب أن تتكلم معه . أنت الأقوي ولا أحد يستطيع أن يهزمك لا تستمع لأحد .
منهم من يقول لك احذف الأرقام التي بقائمتك وسجل من يتصل لتعلم من يهتم بك.
فكل هذه الأشياء وأكثر إن فعلناها جميعا فلن يكلم أحد أحد ولن يتصل أحد بأحد ولا نعلم عن بعض شىء ولا يحدث ود بعضنا لبعض لا في أفراح ولا أحزان ولا غير ذلك فهنا أنا أنا وأنت أنت لا علاقه لي بك ولا علاقه لك بي.
هذه أفكار قد ورثتموها عن طريق النشر والمشاركات ولا تدرون ما هو مصدرها ومن قائلها و من نفذها وبذلك أنتشرت بيننا و نتبعها.
للاسف هناك من ينشرها تحت مسميات علم النفس وهو منها برئ فهذه عادات غير سويه أصبحت تلتهم مجتمعاتنا دون معرفه مباشره لمصدرها.
خامسا: عادات تستفذ الجميع رغم ذلك نتمسك بها خفه الدم والضحك والإستهزاء دون قيد ( التنمر )
يقال أننا أخف الناس ظلا في العالم فأصبحت العاده بأننا نسخر من بعضنا بدافع الضحك أصبحنا نسخر من الشخص فى وجوده و إرتقت إلى السخرية فى عدم وجوده و هذا و ذاك نهانا عنه كلام رب العالمين القرأن الكريم. .
فلا ينظر المستهذئ إلى من يستهزء به إنما همه الشاغل ضحكات من حوله فقط لكى يقال خفيف الظل .للأسف هذا يجذب إنتباه من يستمع له سواء من جنسه أو من جنس أخر . بذلك إعتاد أن يشعر بالتفاخر فلا يهمه مشاعر الآخر ولا يهمه شكله أمام الآخرين.
سادسا: عادة النظر اللى المظاهر لا النظر للشعور الداخلى.
هنا قد تظن أننى أتحدث إننا ننظر الغى المظاهر و لا ننظر للأخلاق و القيم .لكن هذا ليس ما أقصده أبدا أقصد إن وضع أحدنا في موقف كالإمامه أو كالخطبه أو كإلقاء درس او كمحادثته مجموعه من الناس لأول مره يظهر لنا انه مرتبك قلق خائف ولا يستطيع الكلام ولا إظهار ما يريد أن يتحدث عنه ولا ننظر إلى أنه أول مره يتحدث أو أن هذا الموقف إن حدث لأي أحد سيحدث هذا معه أو أن هذا الشخص شخصيته شخصيه ضعيفه يحتاج إلى تشجيعه وإعطائه الدفعه للأمام لكي يتحدث بثقه ويثق في ذاته و أن هذا الشخص يخشي الخطأ أمامنا فيحتاج إلى أن يشعر بالأمان يجب علينا هنا ان نعمل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ألتمس لأخيك ٧٠ عذرا .
وإلي هنا قد إنتهينا من الجزء الأول من موضوع عادتنا في سياق نفسي