بقلم عبير مدين
تغنى الشعراء منذ أن جرت الأوزان على لسانهم و سرت بحور الشعر في شرايينهم بعيون بهية والقليل ذكر على استحياء دموعها ، بهية ملكة رسمت ملامحها كحور العين وكأن بعدها رفع القلم فلم تنافسها في الحسن أخرى، تمتلك من الكنوز ما جعلها مطمع للفرسان.
لكن بهية عشقها صابر شاب مكتمل الرجولة و العنفوان تحمل الويلات ليصل إليها. وفي ليلة الزفات في تلك البقعة المباركة من أرض العالم وقف الشيطان بحسد ينظر حسنها ويضمر الشر لصابر وقرر أن يشاركه زوجته ليلة الزفاف.
حملت بهية ووضعت مولودها الأول توأم احدهما اسمته يسار والثاني اسمته قادح كلاهما جميل الوجه لكن ماء الشيطان مختلط بلحمهما .
كبر الفتيان و انجبت العديد من الابناء لكن كان يسار و قادح خفية يقتلان كل مولود حتى لا يشاركهما ثروة الأم ،الى ان دبت روح الخضر يوما في جسد صابر وقرر أن يتخلص من الفتيين حتى ينعم بالذريه الصالحه حاول قتلهما اكثر من مرة لكن قلب بهية كان يسارع بإنقاذهما حتى تمكن صابر مرة فأمسك يسار ومزقه إربا ورمى كل قطعة من جسده في مكان فيما فر قادح واختفى في مكان يراقب البيت الهادئ و يتحين الفرصة ليفسد الديار .
كبر ابناء صابر وخرجوا ليضربوا في الأرض ليكونوا عونا لأبيهم في شيخوخته وجدوا اجزاء يسار ظنوا انها طعام حلال لهم ، وهنا انتهز قادح الفرصة ووسوس لبهية تسترد جسد اخيه من جوف ابنائها وان لديه اكسيرا يعيد اليه الحياة . ظنت انها تصلح ما افسده صابر اوكلت امر استخراج يسار لقادح الذي حانت له الفرصة ينتقم من صابر لقتله اخاه ،فظل يعصر الصغار ليستخرج اجزاء توأمه لتكتمل قوته لا يبالي بصرخاتهم لا تأخذه شفقة بمن يموت منهم حتى اكتمل جسد اخيه ودبت الحياة فيه من جديد كل هذا وصابر يعمل باجتهاد يظن أن عائلته في امان وبهية تغزل ثوبا جديدا