كتب _ على مهران
إن من الحكمة أن تمد لابنك يد العون ، وتدنيه منك ؛ ليزاد منك خبرة ، وتشاركه في أعمالك ، ولا تحرمه آراءك ، تشجعه عند الإحسان ، وتصوب له – برفق – عند الخطأ ، فحياتنا مليئة بالأمثلة الدالة على ذلك – قديما وحديثا – منها ما حدث مع أبطال الحكاية ( النابغة الذبياني والنعمان بن المنذر وزهير بن أبي سلمى وابنه كعب ) ، ملخص الحكاية : أنشد النابغة الذبياني النعمان بن المنذر قائلا :
تراك الأرض إمّا مِتَّ خِفّا وتحيا ما حييت بها ثقيلا
فقال النعمان للنابغة : هذا البيت إن لم تأت بعده ببيت يوضح معناه ، وإلا كان إلى الهجاء أقرب ، فتعسّر على النابغة النظم ، فقال له النعمان : قد أجلتك ثلاثا ، فإن قلت فلك مائة من الإبل العصافير ، وإلا ضربة بالسيف بالغة ما بلغت . فخرج النابغة وهو وجل ( خائف ) فلقي زهير بن أبي سلمى ، فذكر له البيت ، فقال زهير : اخرج بنا إلى البرية ، فتبعهما كعب ، فرده أبوه ( زهير ) ، فقال النابغة لزهير : دع ابن أخي يخرج معنا ، وأردف النابغة زهير بن أبي سلمى البيت ، فلم يحضرهما شيء ؛ عندها جاء كعب بما لم يأتِ به الفطاحل ، وقال : يا عم ما يمنعك أن تقول :
وذلك إن فللت الغي عنها فتمنع جانبيها أن تميلا .
فأعجب النابغة بالبيت ، وغدا على النعمان ، فأنشده ، فأعطاه المائة ، فوهبها لكعب بن زهير ، فأبى ، وقيل : إن كعب بن زهير عند ذلك الحدث ( الموقف ) كان حدثا ( صغيرا ) ، يلعب بالتراب .