نقلها لكم الباحث التاريخى الشريف / أحمد ُحزين شقير الُبصيلى
من أبطال القوات المسلحة ومن رجال الصاعقة المصرية منذ تأسيسها وله بطولات لا تحصى في حروب اليمن و الاستنزاف وفي معركة السادس من اكتوبر المجيدة
السيد راشد هو ابن فضيلة مولانا العارف بالله سيدي / محمد إبراهيم أبو العيون يمتد نسبه إلى سيدنا الإمام الحسن ابن علي إلى سيدتنا فاطمة الزهراء -عليهم السلام- ، بنت سيدنا رسول الله ﷺ
عُيِّنَ الشيخ محمد أبو العيون مُدَرِسًا بِالأزهَرِ الشَّرِيف، ثُمَّ رَئِيسًا لِمَعهَد المِنيَا الدِّينِي،
تَرَقَى فِي العَمَلِ بِالأزهَر حَتَى صار وَكِيلاً لِكُلِيَة أُصُولِ الدِّين بالقاهرة فِي الفَترَة التي كانَ فِيهَا الشَّيخ/ عَبدِ الحَلِيم مَحمُود عَمِيداً لِكُلِيَة أُصُولُ الدِّين،
وَكان رضي الله عنه- وَاحِدا مِن هَيئَة كِبَارِ العُلَمَاء بِالأزهَرِ الشَّرِيفِ، وَكَانَ -رضي الله عنه- صَادِقاً مَعَ نَفسِه وَمَعَ الآخرِين، وَلَهُ شَجَاعَة أدبَيِة نَادِرَة، ثَابِتاً عَلَى مَبَادِئِهِ، صُلبًا فِي الحَقِّ .
وهو شيخ الطريقة الخلوتية العونية العيونية
وأخوه هو مولانا العارف بالله سيدي / عبد الغفار أبو العيون متعه الله بالصحة والعافية- :
من بطولات السيد الراشد -رحمه الله تعالى ورضي عنه- في معركة السادس من أكتوبر :-
ما ذكره المرحوم البطل الفدائي الرائد / محمد عبده موسي ( من مواليد الدقهلية) في مذكراته مع المرحوم البطل السيد العميد / راشد محمد ابراهيم ابو العيون ( من مواليد قرية دشلوط ـ مركزديروط بأسيوط) وهم (من ابطال حرب اكتوبر) من ضباط الصاعقة وهم من افراد المجموعة 39 قتال في حرب اكتوبر 1973:
وفي الثامن من اكتوبر صدرت لي الاوامر بالاستعداد لامداد الكتيبه 143 صاعقه جوا بواسطه طائرتين هليكوبتر ، فكان موقف الكتيبه 143 صعبا ، ففي البدايه تعرضت لخسائر كبيرة في الجنود والضباط نتيجه اسقاط عدد كبير من طائرات الهليكوبتر بمن فيها من ابطال الصاعقه وساء وضع الكتيبه بعد يومين من القتال بتأخر تقدم اللواء الاول الميكانيكي والذي كان من المفترض ان يحل محل الكتيبه ويغلق الطريق الاوسط والجنوبي للسويس ، لكن تأخر تقدم اللواء بسبب صعوبه فتح الثغرات بالساتر الترابي للفرقه 19 مشاه ، مما جعل القوات الاسرائيليه تحاصر بقايا الكتيبه وتقطع الاتصال اللاسلكي بيينا وبين الكتيبه (( تحليل عمليه تقدم اللواء الاول ميكانيكي – موجود بقسم حرب اكتوبر لمزيد من المعلومات عن ظروف قتال اللواء ))
فكانت مهمتنا امداد الكتيبه بالذخيرة والطعام من الجو ، وبالفعل بدأنا في تحميل الطائرات وكان معي راشد ابو العيون ( والده الشيخ ابو العيون شيخ الازهر سابقا )
وكان من ابطال الصاعقه وكان صديقي ورجل محترم وجرئ ووطني لابلغ درجه .
قمنا بتحميل الطائرات يوم التاسع من اكتوبر في مطار الماظه وتركناها بالمطار وتحركنا برا الي منطقه بير عديب لتجهيز المكان ، حيث ستأتي الينا الطائرات في تلك المنطقه وتقوم بأعاده التموين بالوقود ثم نركبها ونتحرك تجاه الكتيبه شرق القناه .
كانت خبرتي بجنوب سيناء ومنطقه ابو جراد كبيرة لذلك كنا مختارين لتنفيذ مهمه الامداد وتحقيق الاتصال بالكتيبه وتوصيل فردين اشاره يحملون اجهزة اتصال لاعاده الاتصال بين الكتيبه والقياده .
بعد ان اقلعنا ، نظرت الي زميلي راشد نظرة يعرفها جيدا ، وسالته ونحن بالطائرة
– أيه رأيك يا راشد ؟؟؟ فعرف ما اعنيه تماما وسألني
– انت عايز ترجع ؟؟؟؟ اجبته سريعا بالنفي ، فأستكمل
– احنا نروح نحقق اتصال مع الكتيبه ، وننفصل عنهم ونتصل بشيوخ جنوب سيناء ونشتغل من هناك مع القبائل في الاغاره والكمائن
فقد كنا نرغب في القتال و الموت بشده ورغبنا في تجاهل الاوامر بعودتنا مرة اخري
عبرنا خليج السويس وكان كل شئ هادئ وفجأه وجدنا ضرب علي الطائرة من اعلي ومن اسفل اثناء القاؤنا للامدادت ، وكان واضحا من ان الطلقات التي اخترفت سقف الطائرة تأتي من طائرات العدو ، لكن الطلقات التي كانت تأتي من الارض كانت مفاجأه لنا ، والقينا جهاز اللاسلكي ايضا وكان محاطا بما يحميه من الصدمه
وكنا علي ارتفاع لا يزيد عن 6 امتار من الارض ، ولم استطع رؤيه اشخاص بعينهم لكنني رصدت حركه في المكان مما يدل علي اننا في المكان الصحيح وقد علمت بعد ذلك من زميلي سيد درويش وكان ممن يتواجدون علي الارض ضمن كتيبه الصاعقه وحصل علي نجمه سيناء لدوره في الحرب ، وقد اخبرني ان الامداد وصل اليهم لكن في اماكن متفرقه مما جعلهم يرسلون دوريات لتجميع الامدادت .
وفجأه ووجدنا الطيار يقوم بمناورة جانبيه ويبتعد عن منطقه الانزال والطائرة تترنح يمينا ويسارا للحظات حتي سقطت علي الارض ، ودفنت انا وراشد تحت الرمال وبقيت رؤسنا فقط فوق الرمال وداخل الطائرة .
ولم نكن نعلم اين نحن هل علي ارض مصريه ام سيناء المحتله ، وكان الظلام دامس والرؤيه تكاد تكون منعدمه ، كل ما احسست به هو سقوط مستمر لوقود الطائرة ببطء علي رأسنا واجسادنا ، وكان وقود الطائره المي 8 هو الجاز النقي ، وتوقعت ان يشتعل الوقود في كل لحظه وتنفجر الطائرة فبدأت في محاسبه نفسي تقائيا ، وبدأت افكر في ما قمت به في حياتي وفي الحساب المنتظر من الملائكه .
ومع مرور الوقت ثقيلا بطيئا ونحن لا حول لنا ولا قوة ، فقدت الاحساس بالنصف الاسفل من جسدي ، فقد تشربت الرمال وقود الطائرة ووصل الي جسدي ،
وكان راشد مصابا في رجله وكان يتألم ، لكن الوقود المتسرب تفاعل مع الجرح وقام بكيه فورا مما جعل راشد يتألم بشده من ذلك .
وكان الاحساس بعدم الحليه وقرب الموت منا كبيرا جدا لدرجه انني قلت لزميلي ، الا يوجد من يطلق طلقه علي الطائرة ويشعلها لكي يخلصنا مما نحن فيه ؟
وبعد وقت غير معروف وجدت جسدي يسحب من قدمي ، فهناك من يشدني خارج الطائرة ، وبرد فعل تلقائي غريزي لفرد صاعقه مدرب ، بدأت في القتال المتلاحم مع ممن يشدني من قدمني ، حتي وجدت بعد فترة انهم جنود حرس حدود وقصاصي اثر من النوبه ، وكانوا يصرخون في لكي اتوقف عن توجيه اللكمات لهم وانا لا ادرك انهم يتحدثون العربيه فقد كان احساسي الكامل اننا سقطنا في سيناء وان من يخرجني من الطائرة هم جنود اسرائييلين ولم افكر يوما في ان اقع اسيرا في ايدي هؤلاء الاعداء ، لذلك قاومتهم علي امل ان يطلقوا علي النار واموت شهيدا .
وقت ان اخرجوني من الطائره احسست بالالم ، فقد كان الوقود قد تفاعل من النصف الاسفل من جسدي وسبب لي حروقا كثيرة .
وتم اصطحابي الي المستشفي في السويس ، وبعد دقائق وجدت رجلا قصيرا يحضر الينا ويلبس طربوش احمر
ويقبل يد راشد زميلي ،
واخبرني راشد بان هذا الرجل هو الشيخ حافظ سلامه
وقبل الشيخ حافظ يد راشد لانه يعلم انه ابن شيخ الازهر
وقد علمني الشيخ حافظ كيفيه الصلاه بالعين فقط واحضر لنا زبادي للسحور بعد ان علم اننا عازمين علي الصوم.