بقلم د. ولاء حماده درويش
الدمج يعتبر أحد التوجهات الأساسية في المجتمع اليوم حتي يتلقي الطفل الرعاية والإهتمام في المدرسة التي يتواجد بها
ولكن هل يتم تطبيق الدمج بصورة واضحة ؟.
وما شروط ذلك وإلي أي مدي يعاني أولياء الأمور في التعامل مع المدارس ؟
ولماذا الدمج مهم ؟
الدمج في حد ذاته كلمة شاملة وواسعة المعني وببساطة هو إتاحة الفرصة للأطفال ذوي القدرات المختلفة والفائقة في الالتحاق بالمدارس العادية لتحقيق التكامل الإجتماعي والتعليمي للطفل كحق أساسي له في الحياة
وللدمج انواع كثيرة منها الدمج الشامل والمكاني والجزئي والهدف الأساسي هو الدمج المجتمعي
ما الذي يجعل ولي الأمر حريص علي إلحاق طفله بالمدرسة ولديه الاستعداد للدفاع عن ذلك بكل ما أوتي من قوة ؟
لأنه إذا تم تطبيق الدمج بصورة مرنة يمكن من خلاله
تحقيق العديد من الأهداف ومنها :
_ تلبية احتياجات الطفل من خلال المدرسة بالأساليب والمناهج والوسائل التعليمية المختلفة.
_ يمكن إتاحة الفرصة لكل الأطفال لحياة إجتماعية سليمة وتحقيق ذاتهم بناء علي إمكانيتهم الفردية .
_ تلقي الطفل للدعم المجتمعي والتعليمي في إطار تربوي عادي .
يمكن إتاحة الفرصة للطفل في تعليم متكافئ مع الآخرين
_تعديل توجهات المجتمع نحو الطفل ذوي القدرة الفائقة
وأيضا تقليل حجم المشكلات التي تواجه الطفل والأسرة
هل هذا ما يحدث في الواقع او فقط ما يجب ان يكون ؟ بالطبع تواجه الأسر الكثير من التحديات ومنها واهمها ..
.السلبية التي تتعامل بها بعض المدارس مع الأسر ووضعهم عقبات عديدة لتطبيق نظام الدمج
..عدم استيعاب النظام الإداري المدرسي للطفل ولتقديم آليات تساعده علي تخطي ومواجهته التحديات
..زيادة التكلفة والأعباء المادية علي الأسرة
الفجوة بين المناهج المقدمة للأطفال وبين ما يتمتعون به من قدرات فردية فائقة
زيادة قلق أولياء الأمور علي الأطفال خلال اليوم الدراسي وفقدانهم لعامل الأمان احيانا
بعض المعلمين غير مدربين او مؤهلين لتطبيق برامج الدمج وفي حال تدريبهم لا تسمح الأعداد وسعة الفصول بتطبيق ماتم التدريب عليه .
حرمان الطفل من فرصة التعلم الفردي داخل المدرسة
.
.المواقف التي يتعرض لها الطفل خلال اليوم الدراسي تقلل من دافعيته نحو التعلم
وضع الطفل في كثافه عددية غير مناسبة يشكل عبئا عليه
.
.أحيانا يتحول وجود الطفل في المدرسة لوجود شكلي لأن الظروف المحيطة من حيث المكان والإمكانيات تكون غير مناسبة لحجم التحديات التي يواجهها الطفل
وإذا تم تطبيق الدمج بطريقة مرنة يؤثر ذلك بطريقة إيجابية حيث من خلاله
يمكن للطفل تعلم مهارات جديدة وايضا تعزيز الثقة في نفسه والاستفادة والتنوير من قدراته .
الحد من التنمر حيث يتعود جميع التلاميذ علي تقبل فكرة الاختلاف واحترام قدرات الآخر المتميز في مجال ما
زيادة الدافعية وتكوين الصداقات والشعور بالأمان والثقة بما يتمتع به من إمكانيات
الشعور بالتقبل وتمكين الطفل من محكاة وتقليد سلوك اقرانه
إتاحة الفرصة للطفل لاستخدام الموارد المتاحة لأصدقائه ومشاركتهم الأنشطة
ما يجب ان يكون .. الشروط الواجب توافرها والعمل عليها لتحقيق الدمج
وجود اخصائيين تربية خاصة واخصائيين اجتماعيين مؤهلين للتعامل مع الطفل داخل المدارس
تعريف ولي الأمر بأهداف العام الدراسي
.
..الخروج خارج نطاق الحصص الدراسية بحيث تكون المناهج الدراسية مرنه وترتكز علي الاحتياجات الفردية للطفل
وجود بدائل وانشطة تربوية لمساعدة الطفل في الموضوعات الدراسية المختلفة
_مراعاة مكان الفصل والتجهبزات المدرسية وحجم الفصول واماكنها حتي يتمكن الاطفال من متابعة فروضهم.
_ توزيع الساعات والمساعدة التعليمية حسب احتياجات كل طفل من خلال مدرسين الفصول.
_ وجود فريق دعم مدرسي يقدم حلول تربوية للمشكلات التي تواجه الطفل .
_ تقدير دور الأسرة كمشارك اساسي لنجاح العملية التعليمية ومواجهة التحديات المجتمعية .
_ توفير إرشاد اسري بصفة دورية مستمرة داخل المدرسة
الدمج عامل أساسي في مساعدة الطفل علي التطور إجتماعيا وعقليا وشخصيا من خلال التفاعل مع المجتمع وهذا يتطلب حدوث تغيير في المدرسة والمناهج واساليب التعلم والإيمان بقدرات الأطفال ذوي القدرات الفائقة .
فالدمج ليس اختيارا بين كل شئ او لا شئ لأنه يستند إلي فكرة أن تكون التربية مرنة وأي كان نوع الدمج الذي،سيتم تطبيقه في المدارس بناء علي المتغيرات التعليمية والمجتمعية الجديدة .
إلا أنه لا يحدث إلا من خلال التكامل بين الأسرة والإدارة المدرسية ومدرسين الفصول لصياغة خطة متكاملة للارتقاء بالطفل .