كتبت،/أمل حمزه هلال
رغم أن الشيخ عبد المقصود -رحمه الله- مات بكورونا وتوفاه الله الساعة العاشرة صباحا وكانت الجنازة بعد الظهر ( بعد وفاته بساعتين فقط )، لكن كان هذا الحضور الكثيف المهيب من أحبابه وطلابه وأهله وجيرانه وإخوانه مع علم الجميع أنه مات بكورونا ولكن لم يمنعهم ذلك عن شهود هذه الجنازة المهيبة التي علا فيها صوت البكاء من الرجال والشباب قبل النساء، بل لم يأبهوا بأمر موته بالكورونا أصلا لعظيم فضله على الجميع ..
•• وصدق الامام أحمد – إمام أهل السنة- حين قال:
« قولوا لأهلِ البدعِ: بيننا وبينكم يومُ الجنائزِ »
نعي الشيخ احد طلابه قائلا موت أهل العلم والفضل ثلمة (مصيبة)
كتبه د/ أحمد حمدي
لقد انكسر اليوم السبت 3 من المحرم 1442 ,22 من اغسطس 2020 ركن من اركان الدعوة والعلم لا اقول في مركز كفر الدوار بل في محافظة البحيرة الشيخ عبدالمقصود عبدالعليم رحمه الله ولا نزكي على الله احداً والله حسيبه, لقد تشرفت ان تتلمذت على يديه في اواسط التسعينيات في بعض اجزاء الفقه واصوله وكذلك الفتوى في عشرات المسائل وانا اذكر في هذه السطور بعضاً من مآثره من باب اذكروا محاسن موتاكم ومن باب الوفاء وكذلك حتى يتذكره الجميع بالدعاء له بالرحمة والمغفرة والفردوس الاعلي من الجنة.
اولاً: كان محباً لكتب العلم حريصاً على اقتناء امهات الكتب ينفق جزءاً كبيراً من ماله في ذلك متميزاً في جانب الفقه والاصول والفتوى واللغة والتفسير.
ثانياً: نحسبه كان زاهداً ضيق الحال لم يفكر في السفر للخارج للتوسيع على نفسه او اعطاء الدروس الخصوصية وكان موجهاً في اللغة العربية متميزاً فيها واثر الانشغال بالدعوة منذ ان كان طالباً بالثانوية في الثمانينيات في القرن الماضي, حفظ القرآن مبكراً وتخرج من معهد اعداد الدعاه والفرقان ببكوس بالاسكندرية على يد مشايخنا الكبار.
ثالثا: جاب ربوع كفر الدوار وقراها وكذلك بعض مراكز المحافظة في التعليم واعطاء الدروس والمواعظ.
رابعا: كان بيته مفتوحا لتدريس الكتب لعشرات طلاب العلم في بيته.
خامساً: كان متميزاً في فض المنازعات وحل المشاكل في الميراث والزواج والطلاق والخصومات واصلاح ذات البين حتى اخر الليل وربما حتى طلوع الفجر.
سادساً: كان يمشي في حاجات الارامل والمساكين والفقراء والايتام قال صلى الله عليه وسلم الساعي على الارملة والمسكين كالصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر.
سابعاً: يتسم بالحلم وسعة الصدر والبشاشة واللين والرفق وحسن الخلق محبوباً من الناس.
ثامناً: كان متواضعاً ربما يجلس لمن هو اصغر منه سناً وفضلاً وقدراً لينتفع من علمه وفهمه.
تاسعاً: حاضراً للناس في افراحهم ومناسباتهم واحزانهم وجنائزهم مشاركاً لهم في همومهم حاملاً هم الدعوة والدين متحركاً في سبيل نصرة الدين والاسلام.
لقد كان رحمه الله من اهل العلم المعدودين في محافظة البحيرة وكفر الدوار ولقد فقدنا فارسا من فرسان الدعوة كما فقدنا الشيخ محمد غنيم والشيخ بوريك والشيخ عبد الحميد الخوراشي والشيخ محمد حلًقها وغيرهم رحمهم الله جميعاً اسأل الله ان يأجرنا في مصيبتنا ويخلف علينا خيراً وقال صلى الله عليه وسلم لا يزال الله يغرس لهذا الدين غرساً يستعملهم في طاعته, فالدعوة الى الله امانة ومسؤولية في اعناقنا وكذلك حمل هذا المنهج ونشر السنة والتوحيد الى الاجيال القادمة وسد الثغرات التي تحدث كل يوم وان نقتدي به ونمشي على دربه ونتأسى به في الخير فلقد كان اخر كلامه قبل موته الله اكبر لا اله الا الله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا اله الا هو اليه المصير, نحسبها حسن الخاتمة وقال صلى الله عليه وسلم من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة وحضر جنازته الاعداد الغفيرة من اهل قريته واهل الفضل والصلاح من كل مكان فلا ننساه من الصدقة الجارية والاعتمار عنه والدعاء والوفاء له واكرام اهله واولاده بعد موته اسأل الله ان يتقبله في الشهداء فالمطعون شهيد (الذي يموت في الطاعون) وان يرفع درجته في المهديين وان يخلفه في عقبه في الغابرين وان يشفي أهله واولاده ويحفظهم ويبارك فيهم انه ولي ذلك والقادر عليه.