بقلم /شيرين راشد
قال أﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ : ” ﻟﻮ ﻋﻠِﻢ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻛﻴﻒ ﻳُﺪﺑّﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺃﻣﻮﺭﻩ ﻟﻌﻠٍﻢ ﻳﻘﻴﻨﺎً ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ أﺭﺣﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺃﻣِﻪ ﻭﺃﺑﻴﻪ ﻭﻟﺬﺍﺏ ﻗﻠﺒﻪ ﻣﺤﺒﺔً ﻟﻠﻪ.
فلما الضيق واليأس والإحباط وربك هو الله الحنان المنان
أيها العبد الشقي بسوء ظنك .
حظك ورزقك وصلاح حالك بيدك حيث ظنك بالله
فإذا ظننت بالله خير فهو لك وإن أساءت الظن بالله وتوقعت الشر فهو لك ..
أناس كثيره تأخد بالأسباب وربما لا تأخذ وتقصر في حق ما تأمل وترجوا ولكن أمالهم في كرم الله أكبر من قدرتهم..
فتجدهم فعلا يوفقهم الله
فمن يعتقد إنه سينجح نجح ومن وثق أن الله معه ولن بتخلي عنه فاز ولن يخذله الله أبدا…
فقدرك حيث أنت وكما تريد إذا توقعت توفيق فموفق ..
وأن تسلط عليك يأسك وكان إيمانك بالله ضعيف لن تنال من الدنيا إلا شبرا من الأرض تدفن فيه
ولكن قبل أن تموت وتدفن فيه ستموت الف مره بسوء ظنك برب العالمين…
فعندما لا ترضي بقضاء الله ستحيا ميتا يراك الناس حي ولكنك بإحساسك بارد كالأموات ..
وستتكالب عليك هموم الدنيا ولن توفق قط وستموت حزنا وقهرا وذلا ويأسا..
لأنك أبتعدت عن مولاك وكفرت بقدراته عليك ..
ولأنك فقدت أعظم ركن من أركان الأيمان بعد الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله ..
فذلك كان نصف الإيمان لكن النصف الآخر أصعب بكثير علي قلوب العباد ..
لأنه أوجب علي العبد الرضا والقبول الدائما بقضاء الله وقدره فأذا أعطي الله شكرت وإذا أخذ حمدت …
فإن الله لا يعطي أو يمنع إلا لحكمه فردوا الامر إلي من يعلمه والله يعلم وأنتم لا تعلمون…
فربما كان عطاؤه فيه شقاءك ولذلك منع الله وكان بك رحيم
فلما الإعتراض علي مشيئت الله أيها العبد الشقي ؟!!!!
فوالله لو تمردت وأبعد عن الله لابتعد عنك كل شئ ..
وقال عز وجل في حديثه القدسي
يا بن آدم خلقتك للعباده فلا تلعب وقسمت لك رزقك فلا تتعب فإن رضيت بما قسمته لك أرحت قلبك وبدنك ..
و كنت عندي محمودا .
وأن لم ترضي بما قسمته لك فوعزتي وجلالي لاسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في البريه ..
ثم لا يكن لك فيها إلا ما قسمته لك وكنت عندي مذموما