بقلم/ شيرين راشد
يحكي إنه كان هناك ملك يضيق صدره بتصرفات وزيره ورد فعله عليه الذي لا يتغير دايما في الأزمات وجملته الوحيده لعله خير ..
وفي يوم من الأيام هزم الملك في إحدي حروبه وأسر أفضل جنوده وعندما جاءه الوزير قال لا تحزن أيها الملك لعله خير فتعجب الملك من أمر وزيره ونظر اليه في صمت فما الخير في تلك الخساره الفادحه وأسر أفضل جنوده …
وبعد عدة شهور وقع للملك حادث قطع فيه إصبع يداه ولكن كان رد الوزير علي الملك واحد وقال لا تنزعج أيها الملك لعله خير فغضب الملك من هذا الوزير وصرخ كلما حدث لي أمرا سيئا تردد لعله خير …
ونادي أيها الحراس أقبضوا علي هذا الرجل المعتوه وألقوه بالسجن …
فأبتسم الوزير وقال يامولاي الملك …لعله خير..
وعاش الملك بلا وزير يصاحبه في جولاته ورحلاته للصيد التي كان يعشق الخروج إليها معظم الوقت …
ولكنه كان قد أتخذ قراره بعدم الإفراج عن هذا الوزير أبدا !! الذي يري كل المصايب والكوارث التي يتعرض لها الملك خير
وفي نهارا مشمس جميل قرر الملك الخروج وحده للصيد وبينما كان ذاهب أبتعد كثير حتي خارج عن حدود مملكته وضل الطريق في الغابه ..
ولم يشعر بنفسه إلا أن أصابه سهم افقده الوعي وعندما أفاق وجد أناس من قبيله يعبدون الأصنام قد قيدوه بالحبال ليزبحونه ويقدموه قربانا للالهه التي يعبدونها
وقبل أن يذبح إكتشف الراهب ذاك الإصبع المقطوع في الملك فأوقف الذبح ورفض تلك الأضحية الناقصه فتركوه…
وسرعا ما عادا لقصره وهو فرحا بالنجاه وطلب أن يحضروا إليه بالوزير فورا وعندما حضر الوزر قص عليه الملك ما حدث ولكن من قال لعلة خير هذه المره هو الملك ..
وسأل وزيره قائلا عندما أمرت بسجنك ذهبت مبتسما راضيا مرددا لعله خير فما الخير الذي رأيته في حبسك وتقيد حركتك..
فأجابه الوزير ضاحكا أيها الملك قرار سجني كان سبب نجاتي فلو لم اسجن لكنت معك برحلة الصيد واختاروني قربنا بدل منك فالحمد لله علي كل حال ولعله خير ..
الدرس والعظة من سرد هذه القصه لكم
هي أن نرضي بكل ما قسمه الله لنا ونسلم بقضاء الله وقدره ونري دائما فيه الخير مهما كان الأمر موجع وقاسي علينا..
لأن رب الخير لن يأتيك أبدا إلا بالخير وكما قال عز وجل في كتابه العظيم …..
(وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم )