إحتفالات عيد العمال
بقلم : دينا أبوراس
ترجع إحتفالات عيد العمال في الأول من مايو من كل عام إلى عام 1886 عندما أقر مؤتمر الاتحاد الأمريكي للعمال في 1885، بتحديد ساعات العمل اليومية إلى ثماني ساعات يوميا على أن يطبق هذا القرار اعتبارا من 1 مايو 1886، حيث تحتفل معظم دول العالم بعيد العمال العالمي لدعم العمال تكريما وتقديرا لجهودهم التي قدموها على مدى سنوات ويعتبر هذا اليوم عطلة رسمية إحتفالا بالعمال .
بدأ الاحتفال في مصر بعيد العمال منذ عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذي أعطي الطبقة العاملة اهتمامًا كبيرًا واعتبرها شريكًا أساسيًا وفعال في عملية التنمية والنهوض بالوطن ، ولا يزال يُحتفل بعيد العمال رسميًا حتى اليوم.
فتقديراً من المجتمع الدولي لجهود العامل بمختلف القطاعات الإنتاجية تم الاتفاق عالمياً على تحديد يوم ٥/١ من كل عام يوماً للاحتفال بهذه المناسبة تكريماً للعمال ، ويتم تكريم عدد من العمال الذين تميزوا بعملهم عرفاناً من المجتمع لهذه الجهود.
لقد حثت جميع الأديان على العمل وجعله بمنزلة العبادة، إذ يؤجر العامل المخلص بعمله والأمين عليه، فمن واجبنا أن نقدر جهده ونحتفل به ونشجعه على بذل المزيد من الجهد لنرتقي باقتصاد بلدنا، فالعامل هو عصب بناء الأمم ونهضتها وهو عنصر مهم في سلسلة حلقات الإنتاج، وتشجيعنا له وتقديرنا لعمله يعطيه الثقة بنفسه وبعمله أكثر ويحثه على بذل المزيد من جهده ، وتسعين الحكومات جاهدة لتوفير متطلبات العمال ، وتحقيق الأمن الوظيفي لهم من خلال المؤسسات التي ترعاهم، وتحفظ لهم حقوقهم، كما توجد للعمال نقابات في كثير من الدول، وينتخب العمال ممثليهم
مهمة هذه النقابة حماية حقوق العامل والمشاركة مع المؤسسات التشريعية الأخرى للوقوف على التشريعات والقوانين التي تخص العمال.
كما توفر الكثير الدول مراكز التدريب والتطوير من أجل رفع مستوى المعرفة عند العامل، وزيادة مهاراته بمختلف أنواع المهن والأعمال، فالعامل المتعلم المدرب جيداً يساهم في الإنتاج بنسبة أكبر، فيمارس عمله بعلمٍ به الأمر الذي يجعل إنتاجه أكثر جودةً، وبأقل التكاليف خاصة وأن باب التنافس بين الشركات والمؤسسات المنتجة للسلع يستوجب تطوير مهارات العمال، وزيادة معرفتهم بواجباتهم، وحقوقهم.
فكلما تحققت حياة كريمة للعامل زاد نشاطه وحبه لعمله، ورقي الأمم يتم من خلال احترام وتقدير جهود عمالها وتحقيق أحلامهم وحياه كريمة لهم .
وفي العصر الحديث أستمر الاحتفال بعيد العمال في الأول من مايو حيث تتوقف الأعمال في القطاعات العامة والخاصة كما تقام فعاليات إحتفالات رسمية ونقابية لهم .
وقد قال أمير الشعراء أحمد شوقي الذي يعد أشهرَ شعراء العربية في العصر الحديث في إحدى قصائده عن أهمية العمل في حياة الإنسان ( سَعيُ الفَتى في عَيشِهِ عِبادَه وَقائِدٌ يَهديهِ لِلسَعادَه لِأَنَّ بِالسَعيِ يَقومُ الكَونُ وَاللَهُ لِلساعينَ نِعمَ العَونُ ) ، وقال شاعر النيل حافظ إبراهيم في قصيدة مصر تتحدث عن نفسها والتي غنتها سيدة الغناء العربي ام كلثوم
( وقــف الخلــق ينظـرون جميعــا كيف أبني قواعد المجد وحدي وبناة الأهرام في سالف الدهــر كفــوني الكلام عنـد التحــدي أنا تاج العـــلاء في مفــرق الشرق ودراتــــــه فرائــــد عقــــدي إن مجــدي في الأوليات عريــق من له مثـل أولياتـــي ومجـــدي.
وفي الختام فتحية لكل الايادي التي تسهر وتعمل بإخلاص وتفاني في العمل من أجل الوطن وكل عمال مصر ، وكل عام وأنتم بخير ياعمال مصر وعصب وطننا الغالي مصر .