إعجاز يتجلى في “الأبوين” و”الوالدين”
كتب : عماد نويجى
من روائع البلاغة في كتاب الله، هذا التمييز البديع بين كلمتي “الأبوين” و**”الوالدين”**، رغم أن كلتاهما تدلان على الأب والأم. لكن السياق في القرآن لا يختار اللفظ عبثًا، بل بدقة معجزة تتجاوز مجرد المعنى إلى الإيحاء والميل والدلالة النفسية.
🔹 “الأبوين“: تُستخدم في الآيات التي يغلب عليها جانب المسؤولية، الإرث،والهيبة الاجتماعية… وذلك لميلها إلى جانب الأب، لأن الكلمة مشتقة من الأبوة، وهي صفة الأب وحده.
مثلاً:
قال تعالى: “ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك” [النساء: 11]
وقال: “ورفع أبويه على العرش” [يوسف: 100]
أما “الوالدين”: فتظهر في مواضع الرحمة، الإحسان، والدعاء، وفيها ميل معنوي نحو الأم، لأنها مشتقة من الولادة، وهي الصفة التي تختص بها الأم.
مثلاً:
قال تعالى: “ووصّينا الإنسان بوالديه إحسانًا” [لقمان: 14]
وقال: “وبالوالدين إحسانًا” [الإسراء: 23]
فتأمّل كيف يراعي القرآن الكريم بألفاظه الدقيقة طبيعة العلاقة، ومسؤوليات كل طرف، ومقام كل مشهد…
سبحان من هذا كلامه!