بقلم عبير مدين
نحتفل اليوم بذكرى ميلاد المصطفى صلى الله عليه وسلم وسط جو من الغضب بسبب احداث فرنسا وما تلاها من استنكار إسلامي ودعوات بمقاطعة المنتجات الفرنسية و مطالبة باعتذار الرئيس الفرنسي.
والحقيقة لا اجد في تصريحات الرئيس الفرنسي ما يستوجب الاعتذار بل نحن كمسلمين من يتحتم علينا تقديم الاعتذار لرسولنا الكريم فنحن من وضع الاسلام في موضع الاتهام نحن من اعطى فرصة لزرع الإرهاب الذي اكتوينا بناره جميعا علماء الإسلام معظمهم سلط الضوء على آيات العذاب و الجهاد حتى ظهر الاسلام بدين العنف ائمة المساجد و بأعلى صوت وفي مكبرات الصوت تفسر المغضوب عليهم و الضالين بأهل الكتاب اين آيات الرحمة والمغفرة ؟ اين ذهبت آيات التبشير بالجنة؟
لقد استغل اعداء الاسلام هذه التفاسير للهجوم على الدين وتجنيد ضعاف النفوس والمرضى النفسيين محبي سفك الدماء لتشويه الاسلام و تحقيق مصالح سياسية واقتصادية لهم إننا من يجب عليه ان يعتذر لرسول الله نحن من شوه الدين والإعتذار يجب أن يكون عملي بتجديد الخطاب الديني علينا الا نكيل للغير الاتهامات بالتكفير ولا ننساق وراء اي دعوة دون تفكير . على وزارة الاوقاف والأزهر متابعة المساجد في القرى والاماكن النائية والزوايا الصغيرة فبعض ائمتها ضالين مضلين وتمثل بيئة خصبة لنمو اي فكر متطرف
علينا ان نفطن لموضع الداء ونبدا في علاجه فالْمُؤْمِنُ كَيِّسٌ فَطِنٌ حَذِرٌ
في حَجَّةِ الوداع التي صاغ فيها رسولنا الكريم اعظم دستور عرفته البشرية قال( هذا يومٌ حرامٌ وبلَدٌ حَرامٌ فدماؤكم وأموالُكم وأعراضُكم عليكم حرامٌ مثلُ هذا اليومِ وهذا البلدِ إلى يومِ تلقونَهُ وحتَّى دَفعةٌ دَفَعها مسلِمٌ مسلِمًا يريدُ بها سوءًا وسأخبرُكم مَنِ المسلمُ من سلمَ النَّاسُ من لسانِهِ ويدِهِ والمؤمنُ من أمِنهُ النَّاسُ على أموالِهم وأنفسِهم والمهاجرُ من هجرَ الخطايا والذُّنوبِ والمجاهدُ من جاهدَ نفسَهُ في طاعةِ اللَّهِ تعالى)
والناس هنا على العموم باختلاف نوع و الجنس و الدين علينا أن نكون اكثر تسامح ولا ننتهج الازدواج الفكري وسياسة الكيل بمكيالين .ففي الوقت الذي نستنكر فيه الرسوم المسيئة للرسول نشر البعض صور رئيس فرنسا و زوجته مشبهة بصور الحيوانات ! كيف نشوه نحن خلق الله الذي كرمه في محكم آياته ؟ لقد تصرفنا بدافع الانتقام فعبنا على الخالق دون وعي ! وسقطنا في إثم عظيم !!
ثم نقول نحن دين تسامح
هناك العديد من شعراء الجاهلية طوعوا الشعر لهجاء رسولنا الكريم فهل نال من مكانته الشريفة ؟
لو تجاهلنا ما يسيء لنا وما عبر البعض عن غضبه بسفك الدماء لتغير الكثير من احداث التاريخ لو تحلينا بأخلاقه و اهتدينا بأصحابه لتسيدنا العالم
علينا ان نحسن الحوار وان نحسن إدارة الازمات وان نحسن العتاب و لوم الآخرين نحسن اختيار من يتحدث بلسان الدين فالدين المعاملة علينا أن نهجر ما نهى الله ورسوله عنه حتى لا نشوه الاسلام
علينا أن نكون مسلمين وهذا هو الاعتذار العملي لرسولنا الكريم