الانوثة في مهب الريح
بقلم : ماجي المصري
هل اصبحنا اليوم أمام حالة غريبة تجتاح المجتمع المصرى بقوة ولا يعرف سبب انتشارها بسرعة النار في الهشيم؟
لا احد يدري حتى اللحظة سببا
لهذه الحالة الغريبة التي نراها هذه الأيام من نساء خلعن ثوب الأنوثة ووقفن علي اعتاب الرجولة شكلا ومضمونا
فهل أصابت المجتمع طفرة جينية غريبة قلبت الموازين المألوفة والتي كانت راسخة منذ آلاف السنين
نحن نتحدث اليوم عن
الست المسترجلة أو المرأة الذكورية التي أصبحت تقوم بدور الرجل بكامل إرادتها و عن طيب خاطر
اليكم اعزائي القراء هذا المقال الذي يتناول ظاهرة المرأة المسترجلة وما طرأ على سلوك النساء من تغير
لقد كانت المرأة منذ الخليقة وحتى فترة ليست ببعيدة
ذلك المخلوق الرقيق وتلك النسمة الجميلة التي تذيب جليد الايام وتبعث الدفء في قلوب من يأنس بها اينما حلت سواء كان ابا او اخا أو زوجا أو صديقا
حيث
كانت المرأة تعيش أنوثتها ودورها الطبيعي الذي فطرها عليه رب العباد
وتقف بجانب زوجها بكل رضى وسماح فهي السكن والمأوي والصدر الحنون الذي تخفف عنه مرارة الايام
بل وكان مثلها الذي تقتدي به في الحياة إلى درجة الاقتناع الكامل المثل القائل :
(( ضل راجل ولا ضل حيط ))
لكننا اليوم وفجأة وبلا سابق إنذار نجد أن المرأة قد تخلت
عن دورها الأنثوي وخلعت ثوب الأنوثة وارتدت ثوب الرجال
باختيارها الحر وارادتها الواعية
فقد اعجبتها اللعبة ولعبتها باقتدار ؟!!!!
واصبحت تعتمد علي نفسها في كل شيء وتخلت عن مثلها المفضل ولم يعد الرجل يمثل لها الظل ولا الحيطة ولا السند الى درجة انها
اصبحت تلعب دور الأم والاب في نفس الوقت بل تمارس أيضا دور الاخت والاخ والصديق والصديقة
معا لتصبح امرأة ورجلا في كيان واحد بل وتشعر بنجاحها في لعب كل الأدوار حتى وصلت بمرور الوقت الى فقد أنوثتها ورقتها وربما نسىت من هي
حتى أصبحت كائنا مسخا في شكل نسائي رقيق وجميل وتصرفات ذكورية !!!
ولم يتبق منها كإمرأة سوي شكلها فقط –
فهل اصبحت نساء العصر كائنا خالي الوفاض لم يتبق منهن شيئا تعطيه لنفسها أو للرجل؟
وهل تحولت مع مرور الوقت الي امرأة مسترجلة خشنة الطباع والحديث والأفكار ؟
لقد خلق الله حواء جميلة رقيقة ناعمة عظيمة القلب وسميت حواء من الاحتواء
لتحتوي قلب ادم وتقومه وتضعه علي الطريق القويم
اين حواء اليوم قاربت أن تختفي ويظهر مكانها مخلوق عقيم الفكر والأسلوب والتطبيق
اما الشئ الغريب الذي يدعو إلي الاهتمام بهذه الظاهرة الغريبة فهو تقبل الرجال لهذا الوضع المشين ولا نعرف أيضا سبب لذلك
وهل هو هروب من المسئولية والقائها كاملة علي عاتق النساء
اوربما كان فرحا بوضع يوفر له الكثير من وقت الفراغ للقاء الاصدقاء وقضاء الساعات علي مواقع التواصل الاجتماعي
وربما أيضا هربا من ظروف اقتصادية واجتماعية مثقلة بالهموم والاكتفاء بالقاء المسئولية كاملة علي عاتق من تستطيع أن تدير دفة الامور للأسرة والابناء –
أنه وضع غريب وشاذ
ويؤدي الي هدم كيان الأسرة حيث أصبحت المرأة تري نفسها قادرة على أن تقود السفينة وحدها
وأصبح من السهل عليها أن تنفض يدها من يد الزوج بمنتهي السهولة –
ولنا أن نتساءل هنا ماالنتيجة؟
وباختصار نجيب:
مجتمع متفكك يعيش كل طرف فيه في واد حتي وان لم يحدث انفصال فكل منهم يعيش عزلة فرضها علي نفسه مثل سياج من حديد لا يستطيع الطرف الآخر اختراقها
والنتيجة الوصول الي جبال من الجليد في العلاقة الزوجية لا احد يستطيع أن يذيبها مهما فعل
نأمل من اهل العلم والمعرفة والخبرة والمتهمين بشئون الأسرة دراسة هذه الظاهرة الغريبة علي المجتمع ومحاولة
إيجاد حلول واقعية سهلة التنفيذ علي أرض الواقع تجمع شمل الأسرة
وتعيد كل طرف الي دوره الطبيعي في الحياة
نريد المرأة الانثي التي تعرف كيف تعيش أنوثتها وتستمتع بها
نريد حواء كما فطرها الله رقيقة جميلة ناعمة
ونريد الرجل الذي يلعب دوره بكفاءة واقتدار الرجل الظل والحيط التي تستند عليه المرأة وتغمض عينيها في أمن وأمان
نريد عودة الي ما فطرنا الله عليه
نريد سي السيد والست أمينة التي تخرجت من تحت ايديهما اجيال عظيمة قادرة علي تحمل المسؤولية