بقلم / حسام خطاب
فى هذا المقال سنتحدث عن التطور التاريخى للمبادلات و المعاملات بين الناس من أجل شراء السلع و الخدمات سواء عن طريق الأساليب القديمة فيما يسمى ب (المقايضة) أو الأساليب الحديثة (العملات و النقود) المعترف بها رسميًا من مختلف كل دول العالم، فهيا بنا نتحدث عن تطور المعاملات و المبادلات بين الناس…..
قبل الميلاد بما يقرب من ألف عام تقريبًا يقال أن الصينيين أول من استخدموا النقود المعدنية، و لكن كيف كان الناس يشترون و يبيعون قبل ذلك ؟!
كان ذلك يتم قديمًا عن طريق ( المقايضة) و هى مبادلة شيء بشيء يحظى برضا و قبول الأطراف فى عملية التبادل كمبادلة بعض من أعواد الذرة ببعض من قطع الجبن مثلا، و لكن هذا النظام فى المعاملات أثبت عدم فاعليته؛ نظرًا لأن الأشياء المتبادلة لا تخضع للقياس الدقيق لقيمتها الحقيقية، فمثلا : إذا أراد شخص الحصول دجاجة فكم كيلو من الأرز أو القمح يساوى قيمتها؟! سنجد الجواب أننا لا نعلم فى ذلك الوقت المبكر من التاريخ ما تساويه الدجاجة من الأرز أو القمح، غير أن الشيء المتبادل قد يكون عرضة للتلف أى أنه لا يمكن تخزين اللبن مثلا و مبادلته بشيء ثم مبادلته بشيء آخر؛ لأنه قد يتعرض للتلف، و هناك أشياء أيضًا يتم مبادلتها غير قابلة للتجزئة لإمكانية تعرضها للتلف حال تجزئتها، فعندما تريد الحصول على بعض من لحم الجمل مثلا لا يمكن ترك الباقى لأنه قد يتعرض للتلف خصوصًا فى ظل عدم اكتشاف التكنولوجيا الحديثة فى هذا الوقت من الزمن، و من هنا ظهرت الحاجة إلى شيء تتوافر فيه خصائص تتلافى تلك العيوب الموجودة فى المقايضة بإيجاد أنواع مثلا تكون : وسيط للتبادل و مقياس للقيمة و مستودع لها و قابلة للتجزئة دون التأثير عليها و قيمتها ثابتة نسبيًا و ليست عرضة للتلف بشكل سريع و تحظى بالصفة القانونية و اعتراف الدولة رسميًا بها، و عليه نجد أن كل تلك الخصائص تتوافر فى النقود و العملات.
فى القرن السابع قبل الميلاد يقال أن أول من قام بصك العملات المعدنية هو كريسيوس (قارون)، و إن كان هو الشخص المعنى فقد وضح الله – عز وجل – فى القرآن الكريم قصته، و يقال أيضا أن الصينيين أول من اخترعوا النقود و العملات الورقية عندما كانوا يتعرضون السرقات فى طرقهم للتجارة، فكانوا يكتبون قيمة ما معهم على ورق، فإن سُرقت أو ضاعت منهم النقود يحل الورق محلها، و لكن البداية الفعلية لإصدار أول عملة ورقية كان من قبل حكومات أوروبا التى كانت متواجدة فى أمريكا الشمالية قبل استقلالها.
و من هنا نظرًا لسهولة و سلامة التعامل بالنقود و العملات انتشر التعامل بهم بشكل سريع، فبعد الحرب العالمية الثانية تم اعتبار الدولار العملة الرسمية الدولية فى المعاملات و المبادلات الاقتصادية بين الدول و تم إنشاء
الاتحاد الأوربى و اعتماد اليورو كعملة رسمية موحدة لأعضائه، و من ثم قامت العديد من الدول بإنشاء بنوك مركزية لها و إصدار عملات خاصة بها، و بناءً على ما تقدم فإن النقود و العملات أصبحت لا غنى عنها فى عالمنا المعاصر؛ نظرًا لما يتوافر فيها من خصائص لا تتوافر فى غيرها.
يُتبع…..
نقاش حول الموضوع الحالي