الحياة العامة المصرية من القرن 3 الي 7 الهجري (19)
كمال الدين النعناعي
لم يكن موقف الطائفة الصوفية من مسألة الطلاق تعسفا بقدر ما كان متوازنا.
فالطلاق في اللغة العربية يعني رفع القيد الحسي أو المعنوي…
ففي المصادر التاريخية كان يطلق علي فك عقال بعير..؟
ويطلق علي إباحة إبداء الرأي، ومثله الاطلاق.
فالطلاق أو الاطلاق في اللغة يستعملان لحل القيد حسيا كان أو معنويا.
واستعمال المسميات في الاعراف يقال مثلا هذا المحبوس مطلق سراحه.
وبصدد الزوجية يقال طلق زوجته ولا يقال ٱطلق زوجته..
والطلاق شرعا هو حل رباط الزوجية الصحيحة في الحال.. أو المال بعبارة يفيد ذلك صراحة.
لذلك طالبوا أحترام الحلف به ضمن وصايا تتناول تفاصيل دقيقة من بينها الاسلوب الذي ينبغي أن يعامل به الشخوص الذينهم من ذوي قرابته.
فينبغي ان يناديهم بألفاظ القرابة العم والعمة، الخال والخالة
وعليه أن يصحح سلوكه وتصرفه نحوهم.
كما وضعوا مشكلة المسنين في دائرة الضوء، وسجلوا ملاحظات الظروف المحيطة بكبار السن، وأوجزوا في عبارات تقييما للعلاقة الأسرية في تلك الفترة.
يقول النص :
1 تجتني الزوجة من زوجها العيش والملابس
2 ويعتمد الولد علي أبيه حتي يشتد عوده
3 فاذا كبر الوالد ولم يبقي منه قوة ولا بغية… عاش مرفوضا؟
ليس فقط من اهله بل أيضا من الخادم والصديق؟
حتي خيل للرائي أنهم لا يبكون عليه
اذا مات..
بل يبكون علي ما فاتهم منه.
وفي تراث الصوفية آراء يرون أنها علي سبيل معالجة هذه المواقف الدرامية الناشئة عن عيوب اجتماعية فأوصوا..كما يقول النص :
1- وجوب ان يكون الولد في كفالة أمه ولم تكن الأم لتدع تدبير كفالة ولدها، ولا ان تخرجه عن رعايتها…. وهي التي تسهر علي راحته… وتتكفل بنظافته….
2- وكم لله عليك من أياد… أكثر من أمك
أنها اذا أخذتك وأنت صغير تلبسك أحسن الملابس فاذا وسختها تخلع عليك ثيابا أخر في الوقت.
ومن المؤلم بلا شك أن يطالب نص الموعظة الصوفي الأب في ذلك الوقت أهمال التفكير في أبنه ناكر الجميل
يقول النص :
“فمن الحمق أن يبكي الرجل ولده اذا مات”.
واذا كان الانسان قد فطر علي حب الجمال والتزين، فقد كان في جميع مراحل حضارته يستعين بما يصادفه أمامه ليتجمل
ويتزين.
لذلك عني الصوفية بالحديث عن
المظهر العام.. والزينة في فكرهم تكتمل بحسن المظهر مع
نضج الفكر فجعلوا من كمال العقل ادراك المرء لما يتزين به من الملابس فقالوا
“ما مثلك في صغر عقلك، وكونك لا تعلم ما عليك من الملابس
الا كالمولود تكسوه أمه أحسن الملابس وأفخرها وهو لا يشعر،
وربما دنسها وبخسها فتسرع اليه أمه وتكسوه أخري لئلا يراه الناس كذلك, وتغسل ما تنجس. .
وهو لا يعلم ما فعل به… لصغر عقله…”