الاختلاف بين بني البشر سنة من سنن الله عز وجل في كونه ، فلا يمكن أن يكون الناس متفقين على فكر واحد ولا يجتمعون على رأي واحد ولا يكون لونا واحدا ، هكذا أرادها الله سنة ماضية من خلق البشرية والى قيامة الساعه ، وعلى بساطة هذه الفكرة ووضوحها إلا أن الكثير من البشر لا زال يقاتل في سبيل فرض رأية بالقوة وجعله حقيقة مطلقة لا تقبل اختلافها ولا مجرد نقاشها ، وان من يخالفه معهش فإنما هو اما مارق في الدين او متخلف او جاهل لا يعلم اي شئ ، ويمضي عمره يبيع هذه الافكار على الناس ويسوقها في المجتمع حتى اصبح الناس منقسمين على انفسهم ، يحاربون اناسا من ابناء جنسهم ووطنهم لا لشئ إلا لان مفكر قال لهم في محاضرة او ندوة علمية او في لقاء فكري على هامش مؤتمر او عبر احدى القنوات الفضائية او عبر السوشيال ميديا ان اولئك القوم علمانيون او ليبراليون ، ويجب ان تكرههم وترفض اي فكر مغاير لما هو عليه، لان هذا المفكر يكرههم ، ولان هذا المفكر نفسه لا يدرك لها تعريفا وانما وجد من كان قبله يرددها فرددها هو من وراءه كما سيرددها من بعد من ببغاوات الفكر العقيم.
لقد اكتشف الانسان القديم (القانون) وعندما اكتشف حقيقة أنه لا يمكن التعايش بين بني البشر على هذه البسيطة دون وجود قواعد تحكم مصالحهم المتضاربة والمتعارضة. فوصلوا الى الاتفاق على سن قواعد واحكام تنظيم شؤونهم اليومية، واصبح القانون هو الذي يؤدب من لا يؤدب .