السعادة لاتنتهي
كتبت: ولاء عـــــلى
إن السعادة مفهوم نسبي متغير يختلف من شخص لأخر فما يمثل سعادة بالنسبة لشخص لا يكون كذلك عند الآخر.
فكلا منا له مفهومه الخاص عنها، وكلا منا له سعادته الخاصةبه وحده؛ فمنا من تكون سعادته فى تحصيل الأموال، ومنا من تكون سعادته فى الحصول على أعلى الشهادات والمناصب، ومنا من تكمن سعادته فى رؤية من حوله سعيد.
وهناك من يسعد بكوب قهوة فى الصباح الباكر مع السماع لفيروزات الصباح، وهنامن يلقى سعادته فى زيارة الأماكن القديمة والأحياء البالية التى تحمل فى أركان شوارعها ذكريات جميلة مر عليها مئات السنين، وهى ما زالت تحمل فى دواخلها عبق الماضى، وجمال الحاضر، وتاريخ للمستقبل.
وذلك يأنس ويسعد بالحديث مع شخصه المفضل دون ملل أو كلل وقد لا يتحدثا معا، لكنهما يستمتعا بكونهما معا فحسب لا عجب؛ فتلك هى سعادة أيضا.
وهناك سعادة تكمن فى كلمة طيبة تقال؛ فتذهب مسرعة إلى القلب مباشرة تملأ أركان الروح فرحة بسماعها، ومنامن يسعد لإبتسامة طفل أثناء اللعب معه وينسي بها دنياه ومافيها.
وهذه أم تسعد لرؤية أبنائها بخير ، وهذا أب تكمن سعادته فى الجلوس مع أولاده والحديث معهم مع علو لأصوات الضحكات تارة أو الربط على أكتافهم فى كل محنة وبلية تارةأخرى، وهذا يسعده أيضا أن يكون دوما بجانبهم فى كل ما يعتريهم من فرح وحزن .. وهناك سعادة خاصة فى إجتماع الفرد مع أسرته والسهر معهم مع سرد ذكريات الماضى وحكايات مر عليها سنيين العمر ..وهكذا الكل يسعد بما يناسبه.
لذا جعلت السعادة مفهوم نسبي متغير يختلف بتغير الأشخاص وإختلاف طبائعهم وصفاتهم وكذلك رغباتهم ومعتقداتهم.
ولكن السعادة موجودة حتما لمن يبحث عنها ويطلبها مهما بلغت الشدائد ذروتها معه ومهما صعبت الأمور عليه أكثر فأكثر؛ هى موجودة مناصفة لنقيضتها من المعانى، فلا تغيب عنا ولا تتركنا نبحث عنها.
ولكننا لا ننتبه لما يسعدنا مثلما ننتبه لما يتعسنا ويحزن قلوبنا، لذا نلوم على من يطالبنا بأن نكون سعداء بأشيائنا البسيطة، ونحسد من نرى فى وجوههم ضحكة عابرة لا نعرف مصدرها ونفسرهابأنها سعادة لذلك الشخص.
حقا.. غرباء نحن فى تفكيرنا هذا !
ولكنك إذا أردت كل السعادة؛ فهى كامنة فى الرضا والقناعة بماتملك وما كان من نصيبك وماهو مقسوم لك.
وعن السعادةالحقيقية؛ فستجدها مع الله وحده بطاعته سبحانه وأجتناب معصيته جل فى علاه.
وتيقن أن هذا لايزيد الله شيئا سبحانه الغني ولا ينقصه شئ له الكمال وحده المتفضل أولا وأخرا بكرمه وجوده على من خلق، فهو أجود من سئل وأكرم من أعطى، ولكن كل الحرمان لنا إذا أنحرفنا عن المسار الصحيح إليه، ويعود لنا كل شئ إذا عدنا إلى الله كأننا لم نحرم قط.
دامت السعادة لمن حولك ودامت سعادتك التي لا تنتهى.
نقاش حول الموضوع الحالي