كتب م السيد فريج حسن السيد اللواء / رئيس مدينة دسوق “الجديد”
تحية طيبة وبعد …
ألحق أنِّى لم أتعود أنْ أمتدح موظفاً رحل أياً كان موقعه فإنه إنْ أحسنَ عمله فما أدى غير واجبه وقد أُجِرَ عليه وإنْ زاد فأجره على الله ولا أذمُه إنْ كان قد قصر فقد رحل وعليه من الله ما يستحق وإنَّما أُوَصِّفُ حالة مدينتى لحظتها هذه ، ولهذا الأمر فيما أعلم فائدتان :
الأولى ليعلم الرئيس الجديد أيْن يضع قدمه بعيداً عن جوقة المنافقين والمتسلقين وغيرهم !!
ثانياً لتكون الصورة قبل البداية واضحة للمقارنة فيما بعد النهاية
[ دسوق ، تفخر برؤساء سابقين أقاموا فيها البناء وعلُّوا من شأنها وأضحت فى عصرهم جنَّة وعروساً للنيل بحق البرقوقى ، مصطفى محمد المأذون ، أحمد زيد متميزون ، وغيرهم بذلوا جهداً إنَّما فى حدود عملهم الوظيفى ، هؤلاء آثارهم دالة عليهم لعقود ، كانت فى عهدهم راقية متفتحة مزاراً للقادمين من الجوار ، فماذا صارت بعدهم :
مداخل مكسرة تتباهى القري عليها بمداخلها ، مطبات وحفر ، شوارع لا يستطيع الماشى فيها أنْ يأمن أذاها فما بالك بالسيارات ، ازدحام وتكدس بغير نظام ، القمامة صارت اكواما تتجاوز ضغف عدد الصناديق الحبلى بما حوت من قاذورات ليس لسوء المنظر بل مليئة بمخلفات قاتلة فى ظل جائحة الكورونا ، الاهمال هو العنوان لكل شئ ، الصرف الصحى البشع والبلاعات القاتلة بدون غطاء او مزروعة باسياخ من الحديد الخردة ، الاستغلال فى كل شئ وفى كل المجالات ، التعدى على الشوارع من البلطجية ومحترفى فرض الاتاوات ، ولن اذكر التعدى على املاك الدولة والقانون فصورته صارخة تتجاوز النظر والحديث ، وجملة [ الديستوبيا ] عنوان لمدينتى الرديئة ، إنها اسوأ حالة لمدينة كانت جميلة ممتدة على نهر النيل رشحت سابقا وبقوة لتتحول الى محافظة فآلت الى مقلب قمامة ونجع لزمن بائد لم يعد يذكره التاريخ .
سيدى …
لو كنت اعرفك شخصيا لنصحتك بالاعتذار عن هذا المنصب ، ولَمَّا لم اكن كذلك فإنى ادعو الله ان يعينك وتنهض بها ، وانصحك لا تجعل عملك كرباجا فقط ولا تتخذ اسلوبا شخصية المفتش كرومبو نموذجا كما فعل غيرك ، انما اختر مجموعة عمل جيدة ، جيدة !! ، ويقولون لا يعمل معلم [بصبيان] غيره ، وإنْ كان فيهم جيدين ومحترمين ، اتخذ من كبار ابناء المدينة واثرياءها وشبابها معاونون لك ، معاونون !! وليسوا أصدقاء واستبعد منهم من تشتم فيه رائحة المصلحة فانه يفسد ولا يصلح ، اجعل السيد المحافظ سنداً لك وشاوره فى كل امر فان آفة الفاشلين ان يظهروا الجيد ويخفون الردئ عن رؤسائهم بل ضعه فى الصورة وغرفه بان هذا فى حدود امكاناتك وهذا يخرج عنها ، فإنك لا تملك عصا موسى با تحكمك امكانيات الدولة وقوانينها وقواعدها الادارية ، استعن كثيرا برجال الشرطة فى المركز والبندر فإنِّى { وأنا الآن على أبواب السبعين } عشتُ ايام مسمى حاكم المدينة وكم كان وقع المسمى مقلقا للصوص وخربى الذمة ، اجعل للشارع وبمفردك ساعة واحدة يوميا سجل فيها ملحوظاتك و لا تمارس عملا اقل من قدرك فكل مهيئ لما خلق له ، وفى اليوم التالى إعطِ كل مسئول امر بتنفيذ ما دونت من سلبيات لتلافيها ، اجعل لكبار معاونيك ساعة للحضور المسائى بديوان المجلس فى اجتماع يومى برئاستك ، اجعل لأعضاء النواب لقاءً اسبوعياً معلوماً معك ولا تستجب الا للطلبات العامة دون الشخصية ، اجعل كل أهل المركز قريبين منك ولا تتخذ من أىٍ منهم صديقا … وكثيرٌ يقال .
عزيزى …
اهلا بك بمدينة دسوق الرائعة تدخلها ضيفاً وتخرج منها إبناٍ يذكرك اهلها بالخير دوماً إنْ شاء الله
سيدى …
عذرا على الاطالة ولا تغضب من النصيحة فقد قال سبحانه وتعالى :
{وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) }
وقال
{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25 } الانفال
واعلم اخى أنِّى ما كتبت لأحد قبلك ولولا سوء حالة مدينتى ما كتبت لك واعلم انها الاخيرة وأنِّى لا اسعى لصداقة مسئولٍ ولا حاجة لى لبشر ايما كان ولم ولن اسأل يوما غير الله ، وفقكم الله واعانكم على مهمتكم الغير مريحة والله الموفق والمستعان
والسلام عليكم ورحمة الله …
. م/السيد فريج حسن
نقاش حول الموضوع الحالي