الخروج عن المألوف من المفاهيم التى يسعي إليها الفن المعاصر ويمكن أن يفسر الفن المعاصر على إنه يقوم على رؤية تشكيلية خاصة للموضوع والفكرة، وأن تلك الرؤية الخاصة يعبر عنها الفنان في صورة تكوينات بعيدة عن تقرير أو محاكاة الواقع، تكوينات يجتمع فيها التحوير والتجريد والتسطيح فتاتى بكل ماهو جديد في الأسلوب والخامة والتقنية وتخرج عن قيود الفن القديم وتقاليده التى تحكم التجربة الفنية في تكوينات محدودة الفكر أو إستخدام الخامة والتقنية وأن تنوعت فيحدث ذلك بإستيعاب الفنان لمفهوم التحرر من قيود الخامة وأساليب التشكيل والإتجاه نحو التجريب والإبتكار والتنوع في الخامات والتقنيات ومعرفة مدى أهميته في العصر الحديث فيتجه من خلاله بحثاً عن حلول فنية جديدة تثري عمله الفنى.
وتختلف عن تلك الرؤية الجامدة التقليدية التى ظل الفنان عليها قديما أن المادة لا يمكن أن تتجسد بمفردها إلى صور إبداعية أو عمل فنى بل إنها تلزم الفنان بعملية من البحث، فقد كانت مرحلة الحداثة وما بعدها تبتعد عن التقليد الأعمى للطبيعة ،وعالج فيها الفنان عمله الفنى بطرق متنوعة ومختلفة حيث يخضع العمل الفنى المجرب الى الحذف والإضافة و تنشا علاقات تشكيلية جديدة وعملية التجريب هى أحد مصادر الرؤية الفنية في العصر الحديث فهى مرتبطة بالتفكير والإحساس والإدراك والكثير من العمليات المعرفية للفنان حيث يكتسب الكثير من الخبرات من خلال تفاعله مع البيئة والمجتمع المحيط ،نجد إن الاتجاهات الفنية الحديثة أستخدمت كل ما هو غير مألوف من أجل الإبتكار فأستخدمت أشياء جاهزة الصنع في الأعمال الفنية.
أرى أنه قد صنعت الأشكال الجاهزة من أجل تأدية أهداف معينه وإستخدامنا لها هنا لإيجاد صيغ فنية مبتكرة لإبداع هذه الأعمال وأن الأصالة نسبية فما هو أصيل بالنسبة للطفل لا يعد كذلك بالنسبة للبالغ أما عن التفكير الإبتكارى يجب أن يكون هادفا وموجها نحو غرض معين وأن يتضمن أنماط وتكوينات جديده مستمد من الخبرة السابقة (الأشكال الجاهزة) إلى مواقف جديدة (صيغ لأشكال متكرة بهيئات مختلفة) أو توليد لعلاقات جديدة وتناول الأشكال الجاهزة الصنع فى بناء الأعمال الفنية المجسمة (التماثيل) قد لا يتطلب وضع تصور المهام المطلوبة والتى يستثير بها المعلم تلاميذه كل ذلك يمكن أن يدفعنا إلى إختيار أو انتقاء البعض من هذه الأشكال وتقديمها عن طريقة و أيضاً إسقاط وتحريك بعض ما هو كامن من الأفكار فى اللا شعور فنحن بذلك نتيح للممارس العملية الابتكارية و الإفصاح عما بداخلة وإخراجه فى قوالب فنية من خلال إستثارته بهذه الأشكال.
هنا انتهينا من جولة فى أعماق الفنان و ما بداخله من مشاعر و احاسيس تتحول لعمل فنى و انتظرونى فى مقال آخر عن الفنون .
نقاش حول الموضوع الحالي