القلب المفتوح
✍️ بقلم: خالد مصطفى
النفس المفتوحة … هى رزق من الله.
هناك نعمة عظيمة لا ينتبه إليها كثير من الناس ، وهي أن تكون نفسك مفتوحة للحياة .
أن تكون نفسك مفتوحة لتستيقظ من النوم و لتبدأ يومك، لتفطر ، وترتدي ملابسك ، وتذهب إلى عملك .
أن تكون نفسك مفتوحة لرؤية الناس ، والحديث معهم ، والضحك والعمل، والتفكير ، والتعامل مع الآخرين .
من يمتلك النفس المفتوحة يمتلك طاقة خفية تجعله يعيش يومه بخفة وفرح حتى إن واجه تعبًا أو ضغوطًا أو مشكلات ، لا بأس، فكل شيء يصبح أهون .
النفس المفتوحة ليست مجرد حالة مزاجية أو صدفة ، بل هي رزق حقيقي من الله تحتاج أن تحافظ عليه وتشكره عليه .
فعندما تُغلَق النفس ، تصبح كل الأمور ثقيلة .
تستيقظ بلا رغبة ، والطعام يفقد مذاقه الطيب ، والعمل يتحول إلى عبء ثقيل ، والناس يبدون جميعًا سيئين ، ويمرّ اليوم ثقيلاً كأنه غيمة سوداء لا تنتهي .
أما حين تكون النفس مفتوحة ، فإن الدنيا بأكملها تبدو أكثر إشراقًا حتى أبسط الأشياء تصبح أجمل وأكثر امتلاءً بالمعاني الجميلة .
وهناك عوامل كثيرة تساعدك على أن تبقى نفسك مفتوحة :
أولًا: النية .
أن تستيقظ بنية طيبة ، وتقول: “اللهم اجعل يومي خيرًا وبركة.”
النية الجميلة تغيّر إحساسك باليوم منذ اللحظة الأولى .
ثانيًا:
الامتنان والشكر والرضا .
أن تنظر حولك فترى ما تملك ، مهما كان بسيطًا ، وتشكر الله عليه .
فمن يشكر الله دائمًا ، ويشعر بكرمه وفضله ، تظل نفسه منفتحة للحياة ، لأنه يدرك أن الخير يحيط به ، حتى إن كانت الظروف غير مثالية .
ثالثًا: التوازن النفسي .
فالذي يرهق نفسه دائمًا أو يضغط عليها بلا توقف ، طبيعي أن يشعر مع الوقت بأن نفسه أُغلقت وأن طاقته الإيجابية قد نفدت .
لا تبخل على نفسك بالراحة حين تحتاجها ، واعمل بجد وقت العمل ، ولا تنسَ راحة الضمير ، فهي سحر يطمئن القلب .
كذلك الصحبة الصالحة لها أثر كبير .
حين تحيط نفسك بأشخاص يحبون الحياة يضحكون بصدق ، يشجعونك وقت الإحباط ، يسمعونك حين تحتاج إلى الحديث ، وينصحونك بإخلاص ، ستجد نفسك أكثر راحة وانفتاحًا .
أما إن كانت حولك نفوس سلبية لا ترى إلا السواد وتغلب عليها الشكوى والمصلحة ، فطبيعي أن تنغلق نفسك وتشعر بالاختناق .
وفي النهاية، يبقى الإيمان هو المفتاح الأكبر .
الإيمان بأن كل يوم جديد يحمل فرصة جديدة ، وأن ما مضى ليس نهاية العالم ، وأن القادم قد يكون أجمل .
هذا الإيمان يطمئن القلب ويفتح النفس مهما اشتدت الصعاب .
من يعيش بنفس مفتوحة ، يعيش حياة أبسط لكنها أجمل ، وأقرب إلى الرضا .
أما من تغلق نفسه ، فيشعر أن كل شيء ضده ، حتى وإن لم يكن كذلك .
لهذا، احرص على الحفاظ على نفسك، وعلى طاقتك ، وعلى سلامك الداخلي .
اجعل قلبك دائم الشكر ، ونظرتك للحياة مليئة بالأمل ، وحينها ستدرك أن النفس المفتوحة ليست مجرد رزق…
بل هي أسلوب حياة ، وقلب مفتوح على الدنيا كلها .


































































