الوقت… رأس المال الذي لا يُعوّض
بقلم المعالج النفسي/ فاطمة الصغير
الوقت ليس ساعات تتكرر ولا أرقامًا تتحرك على عقارب الساعة، بل هو حياتنا نفسها. كل دقيقة تمر لا تعود، وكل يوم يضيع لا يُسترد. نحن لا نملك في الحقيقة سوى هذا الرأسمال المحدود، ومع ذلك نهدره في الانتظار، وفي السعي وراء ما لا يستحق، وفي معارك لا تزيدنا إلا إنهاكًا.
نحن نعيش في زمن مليء بالتشتت، تُسرق فيه لحظاتنا عبر شاشات مضيئة، ونجد أنفسنا في نهاية اليوم نردد: “لم أفعل شيئًا”. ومع ذلك، الوقت لم يتوقف… بل مضى من عمرنا.
إدارة الوقت ليست جداول صارمة ولا قوائم لا تنتهي، لكنها تبدأ من الوعي بقيمته. حين تدرك أن يومك هو جزء من حياتك لن يتكرر، ستفكر مرتين قبل أن تضيعه فيما لا يضيف لك شيئًا.
استغلال الوقت لا يعني أن نعمل بلا توقف، بل أن نمنحه لأشياء تمنحنا حياة حقيقية:
– ساعة تعلم تزيد من خبرتك.
– لحظة صادقة مع نفسك أو مع من تحب.
– وقت للراحة يعيد شحن روحك لا لإضاعة عمرك.
– إنجاز صغير يقربك من حلم كبير.
الوقت لا يُقاس بكمية المهام التي ننجزها، بل بمدى المعنى الذي نصنعه فيه. فقد يجلس شخص ساعة واحدة يقرأ كتابًا يفتح له آفاقًا جديدة، بينما يقضي آخر يومًا كاملًا يركض وراء أمور لا تترك في داخله سوى الفراغ.
فلننظر للوقت كهدية، لا كعبء. ولنمنحه لمن يستحق، ولما يستحق. ولا ننسى أن نحتفظ بجزء منه لنا نحن، لنعيش، لا فقط لننجز.
فالوقت، في النهاية، هو العمر… والعمر أغلى من أن يُباع في أسواق التشتت واللاجدوى.
نصائح عملية لإدارة الوقت بذكاء:
1. ابدأ يومك بخطة قصيرة، ولو من 3 مهام أساسية فقط.
2. خصص وقتًا محددًا لاستخدام الهاتف ومواقع التواصل.
3. تعلم أن تقول “لا” لما يستنزف وقتك بلا جدوى.
4. اجعل لكل عمل وقتًا، ولكل استراحة حقها.
5. قيّم يومك قبل النوم: ماذا أنجزت؟ وماذا تعلمت؟
دومتم بصحة نفسية جيدة ووقت مفيد