بقلم : محمد خضر
من خلال الاحداث التي مررنا بها في الانتخابات تذكرت وقارنت ما كان يحدث أيام زمان وافلام زمان ، ومن خلال مواقف تمثيلية لفنانين زمان وتلميحاتها الظريفة كتوفيق الدقن حينما كان يقول احلى من الشرف مفيش ، وفي فيلم طاقية الاخفى عندما كان يمسك برقبة عبد المنعم ابراهيم ويقول له داخل العلبة ماذا يوجد فيل أم لا ، والثاني يخاف ويرد عليه فيل فيل حضرتك ، فيقول له توفيق الدقن نعم هكذا ، ناس تخاف ولا تستحي ، وقارنته بما يحدث الآن وتحولت الكوميديا الى الشعور بالمرارة والهم .
وهذا ما حدث لنا بالضبط هذه الايام من محترفي الانتخابات ومدعي الفضيلة ، فلقد افسدنا الامريكان ووجدناهم يتبعون طريقتنا في الاقدام على ما نفعله من اساليب لاستمالة المواطنين ، وجمع الاصوات بانتخابات الرئاسة الامريكية ذاتها ، فقد وزعوا المواد الغذائية والكوبونات واصبحنا نحن المصريين مصدر الهام لهم واساتذة في اللعبة .
فقد رأينا بالعين المجردة كل التجاوزات والبونات وبدون اي تحفظ او تخوف ، ثم يغضبون ممن يتجرأ ويتكلم او يحكي على ما رأى ، ويدعون النزاهة والشرف والوطنية ويتهمون من ينتقدهم بالكذب والحقد ، واحيانا يطعنون في وطنيتهم من منطلق انهم هم الاصلح والاجدر بكراسي مجلسي الشيوخ والنواب ، رحمتك يارب .
يا سادة ، نحن قد قبلنا الوضع على ما هو عليه ، لكن يصبح عبئ ثقيل جدا على اعصابنا ان نرى النكران بالقوة ، وايضا رفض اتهامنا لهم على اساس انهم ملائكة وانبياء ، ونحن كفرة وناكرين للجميل والنعمة .
اتقوا الله ولا تستخفوا بمشاعرنا التي احترقت واضمحلت وانكمشت بسبب افعالكم ، وكفاية ضغت غير مقبول على اعصابنا يا اصحاب الفضيلة ، لأن الموضوع لم يكن سرا بل كان جهارا نهارا ، فان كنتم قدرنا فندعوا الله ان الصبر عليكم وان يعيننا باذنه تعالى .
ورغم طعم المرارة ندعو الله ان يوفقكم بخدمة شعب مصر بضمير ونزاهة وشرف وان تحافظوا على وعودكم الانتخابية والا تختفوا من المشهد بعد الحصول على المقعد ، فان الله على كل شئ قدير ويحي العظام وهي رميم ، واذا اراد شيئا فانه يقول كن فيكون .
والله المستعان يحفظنا ويهديكم ..