حكاوى رمضان (الحلقة العاشرة)
بقلم : عميدأ.ح احمد عبدالله
حكاوى رمضان (الحلقة العاشرة)
انتهت معركة جبل المر وقمنا بالسيطرة على المنطقة وكانت خسائرنا كبيرة أذ استشهد من الكتيبة الخامسة فى هذه المعركة أربعة ضباط وحوالى مائة جندى وضابط صف ، وتلمت قيادة الفصيلة السابعة من السرية الثالثة بعد استشهاد الملازم / حمدى كمال رجب ابن الاسكندرية الذى استشهد بجانبى بعد أن أصابته شظية فى رأسه وتم دفنه بملابسه فى مكانه وكان مبتسما” لمقابلة ربه وهو شهيد وأما الشهيدين الملازم محمد قنديل وعزت النمر قد استشهدا وهم يرجعون بالمركبات بعد أن طاردوا العدو فأصابت الصواريخ الغادرة مركباتهم المدرعة فاستشهدوا هم وجنودهم .
توليت قيادة الفصيلة السابعة وعاوننى الرقيب مجند / عبدالكريم شاويش الفصيلة فى أخذ التمام وترتيب وتوزيع الخدمات فى منطقة جبل المر وكنا نحتل منطقة أعلى الجبل وأمرنى قائد السرية الرائد / عبدالعزيز امام أن انتقل لمنطقة أخرى ، فأمرت الجنود بالتحرك ونحن نتخفى عن عيون العدو الذى كان يراقبنا من بعيد وكنا فى توقيت بعد العصر ، فقمنا باحتلال موقع جديد يسع جماعة مشاة وانتظرت حتى يرخى الليل أستاره لأقوم بالتحرك مع الجماعتين الباقيتين ، وتحركت مع رقيب الفصيلة لنستطلع المكان الأمامى وتركت شدتى وسلاحى بأحد الحفر التى تتوسط الموقع حتى تكون علامة لنا حين احتلال المكان ورجعنا للخلف ننتظر الظلام ، وكنت أجلس وسط الجنود نتسامر وفجأة هاجمت المكان طائرة على ارتفاع كبير وألقت بقنابلها ولم ألاحظ الا فرار الجميع من حولى واختبائهم ، وعندما وجدت نفسى وحيدا” جريت مسرعا ودخلت فى حفرة فوجدت بها جندى يختبىء فنظر لى ثم تركنى أدخل الحفرة ، وفى هذه اللحظات بدأت بجانب الحفرة وفى هذه اللحظات سمعت صوت الجندى عبدالعظيم وهو يكبر ويقوا : ” الهبهب ” يافندم ، فقلت له وسط أصوات القنابل “هبهب ايه يا عبدالعظيم ” وهو يكرر نفس الكلمات ’ فانتظرت حتى هدأت الأمور وانتهت الانفجارات وخرجت أتسحب من الحفرة التى كنت بها وذهبت الى مكان الجندى عبدالعظيم وكنت أعتقد أنه أصيب ، وفوجئت به يشير الى عدد كبير من قنابل البلى التى لم تنفجر ويصيح الهبهب يافندم … فهدأت من روعه وحذرته وحذرت باقى الجنود من عدم الاقتراب من هذه القنابل وقمت بنقلهم الى مكان أقل خطورة وللحديث بقية .