رمضان بالمصرى سر أغنية “وحوى ياوحوى ” وارتباطها بشهر رمضان
بقلم سمير احمد القط
للثقافه المصريه مذاقها وخصوصيتها بين الثقافات المختلفة التى تخطف العقول وتبهرالعيون والاسماع بما يميزها عن باقى الثقافات ،، ومع أقتراب كل مناسبه تجد المصريين يتفننون و يبدعون لتصبح لها نكهه خاصه و شهر رمضان تشعر به في مصر مختلف عن باقي العالم العربي، الشوارع و البيوت تتزين، والمطاعم والمقاهى يكون لها طابع خاص جدا مختوم بختم المصريين
وقد أعتدنا واعتاد الشعب المصرى والعربى على أستقبال شهر رمضان المعظم بعشرات الأغاني الجميلة الموحيه و المعبره والتي تبعث البهجه في النفوس مابين صغير وكبير ، ومن اشهرها أغنيه تسحرنا جميعا “وحوي يا وحوي إياحه” و هي لمن لايعرف من كلمات حسين حلمي المانستيرلي و ألحان أحمد الشريف و غناء أحمد عبد القادر ،،ورغم أستمتاعنا بالأغنيه التي أصبح الكل يعتبرها علامه مميزة للشهر الكريم، فقد حاولت أن افهم معنى (وحوي يا وحوي إياحه) كمحاوله مني لفك رموز ثقافة شعبنا المصري العظيم، و كان من المنطقي أن أبدأ بالبحث في القواميس و المعاجم العربيه عن معنى كلمتي وحوي..إياحه، فلم تسعفني المعاجم بشئ فأنطلقت إلى تراثنا العربى والاسلامى لاقف على اصولها ووجدت أن أصل هذه العبارة يرجع إلى نهاية الأسرة السابعة عشر عندما انتفض الشعب المصري لطرد الهكسوس، وكانت الملكة إياح حتب قد قتل زوجها سقنن رع في أثناء الحرب مع الهكسوس ثم قتل ابنها كاموس أيضا.. فأقسمت الملكة أن تنتقم من الهكسوس وقدمت ابنها أحمس العظيم لقيادة الجيش، وكذلك قدمت ابنتها نفرتاري التي كانت زوجة لأحمس وقادت كتيبة من كتائب الجيش، واستطاعوا أن ينتصروا عليهم ويطردوهم ويعيدوا مصر للمصريين.
وعند عودتهم منتصرين، خرج الشعب يحيي الملكة إياح حتب اعترافا بفضلها ودورها العظيم في تحرير مصر واستقبلوها بالورود والزينة، وكانوا يقولون: “واح واح إياح” أي “تعيش تعيش إياح”، ويعني اسم “إياح” وُلِد القمر أو الهلال وقد كان المصريون يرددون هذه العبارة عند ميلاد الهلال كل شهر، وبعد انتشار اللغة العربية في مصر، تحوّرت هذه العبارة وأصبحت “وحوي يا وحوي إياحا”، وارتبطت بقدوم شهر رمضان والفانوس الصفيح ويُقال أيضا أن عبارة “وحوي يا وحوي إياحا” أصلها يرجع إلى اللغة القبطية، وتعني كلمة “وحوي” اقتربوا، وتعني كلمة “إياحا” الهلال.. أي أن معنى العبارة هو “اقتربوا لرؤية الهلال”وهناك تفسير اخر كما يشار له “قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية” للأستاذ أحمد أمين حيث يذهب الى ان وحوي يا وحوي كلمة فرعونية بمعني ذهب او رحل تقال عن وداع شعبان واستقبال رمضان أي وحوي يا وحوي أي رحل شعبان وجاء رمضان، وكلمة أيوح، معناها القمر أو الهلال، وكانت الأغنية قديما تحية للقمر، وأصبحت منذ العصر الفاطمي تحية خاصة بهلال رمضان وفي الأغنية تأتي أيضا كلمة “وحوي” بمعنى اقتربوا
وهذا يعنى ان الكوبليه الأول وحوي يا وحوي أيوحا، وداعا للقمر الذى رحل وهو شهر شعبان اما الكوبليه التاني( وكمان وحوي أيوحا فهو يعنى ترحيبا لهلال شهر رمضان اما النص الأصلى للأغنية وكما هو مذكور فهو: “قاح وي، واح وي، إحع”، وترجمتها باللغة العربية: “أشرقت أشرقت ياقمر”، وتكرار الكلمة فى اللغة المصرية القديمة يعني التعجب ويمكن ترجمتها أيضا: “ما أجمل قرفتك يا قمر”. وأغنية “وحوى يا حوى إيوحه” ورغم هذا المعنى ورغم عدم معرفته وجهل الكثيرين به ستظل تلك الاغنية علامه مصرية بارزة فى الطقس الرمضانى الذى تتسم به مصر وبتسم به تراثها وترتبط فى الاذهان بفيوضات وروحانيات هذا الشهر الكريم كل عام.
نقاش حول الموضوع الحالي