عبد الله النديم “خطيب الثورة العرابية” والكاتب والشاعر والأديب والصحفي ..
فريدة الموجى
ولد بمدينة الأسكندرية في 10 ديسمبر عام 1843م ، وكعادة الأطفال في ذلك الوقت إلتحق بالكتاب وحفظ القرآن الكريم ..
عمل موظفاً بالبرق تم تاجراً وبعد ذلك إشتغل بالتدريس ثم عمل بالصحافة بجريدتي “المحروسة” و “العصر الجديد” واشترك في تكوين “الجمعية الخيرية الإسلامية” ..
كانت نقطة التحول في حياته عندما سافر إلي القاهرة والتقى بمحمود سامي البارودي ، واشترك في الثورة العرابية عام 1881 م فكان خطيب الثورة ولسانها ، وبرز الحس الصحفي لديه فأصدر مجلة “التنكيت والتبكيت” لمؤازرة الثورة العرابية ، ومجلة “اللطائف” والتي كانت لسان حال الثورة ، كما اشترك مع أحمد عرابي ومحمود سامي البارودي في معركة التل الكبير ضد الجيش البريطاني والتي انتهت بهزيمة العرابيين ..
وبعد فشل الثورة العرابية ودخول الإنجليز مصر ، اختفي عبد الله النديم عن الأنظار ، وحُكم عليه غيابياً بالنفي ، و ظل مختفياً لمدة تسع سنوات ، حيث كان بارعاً في التخفي وانتحال شخصيات كثيرة ، حتي ُقبض عليه عام 1891م في إحدي قري محافظة الغربية ، وأمر الخديو توفيق بنفيه ، فأختار يافا وظل بيافا عدة أشهر حتي توفي الخديوي توفيق ، وخلفه الخديوي عباس حلمي الثاني الذي أصدر عفواً عن النديم عام 1892 م ..
ولكن النديم لم يسكت بعد عودته ، فعاد مجدداً لدعوة الناس إلي مقاومة الاستعمار ، فأصدر الخديوي أمراً بنفيه مجدداً خارج مصر ، فذهب إلي يافا ثم إلي القسطنطينية ، وعُين هناك مفتشاً للمطبوعات بالباب العالي ..
وهناك ألتقي بجمال الدين الأفغاني ، ونشأت بينهما صداقة دامت عدة سنوات وانتهت بوفاة عبد الله النديم متأثراً بمرض السل في 11 أكتوبر 1896 بتركيا عن عمر يناهز 53 عامًا .