عطر الضاد يفوح من عروس البحر عاصمة الثقافة والفن
كتب مراد غيث
إستقبل صالون شباب الإسكندرية الثقافي برئاسه الشاعرة والإعلامية هناء الكومي بالتعاون مع اللجنة الثقافية بجمعية الشبان العالمية، ثلاثة من فرسان الشعر الفصيح، في أمسية شعرية حضرها نخبة من متذوقي اللغة العربية، يجمعهم حب الإبداع و جمال الكلمة وعمق المعاني، غايتهم إستعادة الثقافة العربية لصدارتها وهيبتها، وعودة لغة الضاد لرونقها وروعتها .
بدأت الأمسية بتقديم الإعلامية هناء الكومي نبذة مختصرة عن ضيوف المنصة.
*الشاعر مصطفى أبو هلال
شاعر مصري من محافظة كفر الشيخ، محاضر بالهيئة العامة لقصور الثقافة، ومدير تحرير مجلة ” أوراق ثقافية ” التي تصدر عن إقليم شرق الدلتا الثقافي، وعضو نقابة فناني أقاليم مصر، صدر له عدة دواوين منها “قال الشاعر ” عام 2001 و”ملامح الفقد” عام 2012 و”قلوبهم شتى” و”قطعن ايديهن “، حاصل على جائزة الاتحاد العالمي للشعراء بمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
*الشاعر محمد عرب صالح
شاعر مصري من محافظة الجيزة، باحث دكتوراة في البلاغة والنقد والادب المقارن في كلية دار العلوم ، حصل على عدة جوائز منها جائزة الشارقة للابداع عام “2017 _2018″، عن ديوانه” قالت جدتي الصحراء”، وجائزة البابطين للابداع الشعري عام “2017” وجائزة راشد بن حمد الشرقي للإبداع في دورتها الثانية عن مجموعة شعرية بعنوان” رُبى لم تطأها الخيول”
*الشاعر احمد امام
شاعر ومترجم عن الالمانية من محافظة الجيزة ،يكتب الاشكال الشعرية الثلاثة، له ديوان قيد النشر بعنوان” اشجار غافلت الحطاب”، ترشح ديوانه للقائمة القصيرة لجائزة الرافدين.
بعدها انطلق الفرسان الثلاثة في صولات شعرية متفرقة، تجاذبت إعجاب وانبهار الحضور، فلا يملك المستمع القدرة على تحديد أيهم الافضل من الاخر، فقد كانوا في قمة التمكن والابداع.
كلماتهم رشيقة، موضوعاتهم شيقة، معانيهم عميقة.
فكانت البداية للشاعر محمد عرب صالح بقصيدة “حمامة على كتف ابن زيدون “،والتي تناول فيها القضية الفلسطينية ثم قصيدة ” ليل” وقصيدة “ربابة” واختتم قصائده بقصيدة “وهو يطوي ظله”.
بعدها قدم الشاعر احمد امام قصائده “انا وانت” و”سفر” و”غريبان في قطار” و”صدى وحيد “و”صباح الخير”.
كما قدم الشاعر مصطفى ابو هلال قصائده” النجوم” و”قلبي على كفي” و”كنعام رؤوسها في الرمال” .
ثم تدافع مبدعي الاسكندريه في إلقاء اعمالهم الشعرية لتزداد الامسية بريقا وإمتاعا، عَقّب بعدها الشاعر مصطفى ابو هلال معبرًا عن إندهاشه بمستوى شعراء الاسكندريه، وأشاد بالطفرة الرائعة التي احدثها الشاعر والناقد” القيصر علاء شكر” في إعداد جيل من الشعراء الشباب بمدينة الاسكندرية القادرين على الارتقاء بمستوى القصيدة ومنافسه أجيال سبقتهم من فطاحل الشعر ،واكد انه برغم ذلك الإنجاز الرائع إلا ان المشوار لا يزال طويلاً يستلزم بذل المزيد من الجهد للمحافظة على الصدارة والتميز والابداع.
وكانت درة التاج في كلمة رائعة ألقاها الشاعر والناقد الاستاذ” عبد المنعم كامل” بدأها بالترحيب بشعراء الامسية وإبداء إعجابه بماإستمع إليه من أعمال شعرية، وقال ان الشعر العربي دائما ما يكون في الصدارة متفوقا على الشعر اليوناني والفارسي واللاتيني، وان الأدب العربي ليس في الآداب القديمة ما يضاهيه او يُقارَن به، فهو ينفرد بقدرته على التصوير وغزارة مفرداته وتعبيرها عما يجيش في الصدور .
وقال انه كان دائم البحث عن مستوى من الابداع يعمل بالوعي والابتكار حتى وجده بين هذا الجيل من الشباب خاصة شباب الاسكندرية فهم ينتجون شيئا مختلفا داخل البنية العروضية الشعرية المحكمة، قادرين على التنويع في بحور الشعر، يتمتعون ببراعة اللغة عبر كلمات ومفردات تخلق حولها فضاءًا يعود بالمستمع الى صباه فلا يملك إلا أن يشعر بالنشوة والاعجاب، فالنص يبدو وكانه يلقي القبض على متلقيه ويمارس سلطته على وعيه .
وطالبهم بالاستمرار فهم يمثلون جزءا من الحلم بل من الاشواق الصعبة لمن يتحمل المسؤولية التي قعد عنها من سبقهم .
واختتم كلمته والامسي بقصيدته الرائعه “مصادفة”التي تعبر عن تجربة شعرية مرّ بها في مرحله الشباب.
