نقلها لكم ناصف ناصف
يشدو الشاعر الدكتور عبد الوهاب برانية
هبَّت على وجه البسيطة نسمة
رقراقة، هبَّت على الأكوان
لثمت صحيفة وجهنا بحنانها
نشرت روائحها بكل مكان
هي نسمة شرقية، مدنيةٌ
دلت بشائرها على العنوان
جاءت معطرة بطيب أريجها
بمحمد، برسولنا العدنان
جاءت لتحييَ فى النفوس مبادئ الـ
إسلام والإيمان والإحسان
هبت للقياها نفوسُ أولى النهى
كى ينعموا بهداية الرحمن
من بعد ما ذاقوا جحيم تفرق
وتمزق وتشتت وهوان
من بعد ما نصب الغواة لشرعنا
شَرَكًا تَجَاذبه قوى الشيطان
من بعد ما رسم الغلاة لديننا
خططا تمزقه بكل سنان
من بعد ما زعم الأبالس أنهم
رسل الهدى ومحطمو الطغيان
من بعد تلك الترهات جميعِها
مَنْ ذا يصدق تاجر الأديان؟
من ذا يصدق من يريد لمصرنا
ألا تكون كبيرة الأوطان؟
من ذا يصدق من يريد لنيلنا
ألا يجوب بسائر البلدان؟
من ذا يصدق من يريد لجيشنا
ألا يكون لنا حصون أمان؟
من ذا يصدق من يفرق بيننا
بديانة بقيت على الأزمان؟
من ذا يصدقهم؟ فتلك حناجر
قد ركبت للبوم والغربان
من ذا يصدقهم؟! فدين محمد
قامت مبادئه على العرفان
لكن َّ بعض المنتمين لديننا
من كبرهم دأبوا على النكران
رسموا لدين الحب أبشع صورة
لعلاقة الأوطان بالأديان
كتبوا عبارات الإساءة والبذاءة
كلَّها بحوائطٍ ومباني
حرقوا المصانع والمجامع والكنائس
– ويلهم – ومساجدَ الرحمن
عاثوا فسادا بالبلاد وحاولوا
إسقاطها بالزور والبهتان
لكنَّ وعد الله يرعى مصرنا
ويحوطها بالأمن في القرآن
قد خصها بالإسم في قرآنه
فبإسمها يتعبد الثقلان
فغدت بذاك مصونة محروسة
محفوظة كالآي في الفرقان
فإذا تناوشها الذئاب لينهشوا
من لحمها بقواطع الأسنان
فلسوف تنجو منهمُ أما همُ
فمصيرهم كمصائر الجرذان
هل ضرَّ أوتادَ الجبالِ ذبابةٌ
وقفت بها، أو ضرَّ بالطوفان؟
ستمر كلُّ الحادثات بأرضها
وتذوب كالإنسان في الأزمان
وتحطمُ الأعداءَ فوق صخورها
وتسير في ثقة وفي اطمئنان
ويظل يجري في المدائن نهرها
ويفيض يروي ظامئَ الغدران
فإذا بكل المنكرين لفضلها
والجاحدين لنورها الرباني
كلٌّ تلاشى عند مشرق شمسها
ومجيئها بالنور للإنسان


































































