كلام في الغيبيات (15)
مرجعية ذو القرنين
قائد الحرب والسلام
مجالس الحرب الثلاث
دكتور/ كمال الدين النعناعي
في هذه الأيام، يهمنا من مجالس الحرب ثلاث.
المجالس الثلاث ترتبط مرجعيتها بالشخصية التاريخية
الكامنة في نفوس قومها…
ففي الأعماق النفسية الاسرائيلية تكمن شخصية شمشون الجبار العبري يهدم
ولا يفاوض..يقصف ولايصارع
بينما يكمن في الاعماق النفسية
الفلسطينية شخصية جالوت الجبار الفلسطيني يصارع
ولا يستسلم ولا يتراجع…
ليظل ميزان الترجيح في المسألة الاسرائيلية الفلسطينية
رهن أطروحة ثالثهما القائد الغازي ذو القرنين..
هذا القائد العظيم ترك منهاجا في فن ادارة الحرب وفي فن ادارة السلام خلده القرآن الكريم،
فمرجعيته تنبني علي عدة اسس متوازنة علي النحو التالي،
(1) السبب السليم للحرب هو السلوك السليم في الحرب
(2) الغازي المحتل هو خادم فكرة في أرض الغير ولصالح
الغير
(3) المعاداة حالة نسبية تتشكل حربا أو سلما وفقا لكل
حالة حق علي حدة
(4) من آداب التخاطب وقت الحرب في الحديث الاعلاني والاعلامي
بين الغازي واهل البلد يكون بمنطق العدل السامي وليس بمنطق السحق
(5) أستراحة المحارب هي الوجه الأخر لمهام الجيش، وهي
حالة انتقاليةتنتقل من أعمال الحرب
الي أعمال الخدمة في الاعمار الآمن للسكان
فالجيش خادم للشعب الذي يعيش فيه قرباء أو غرباء سواء في موطنه اووجودالجيش في غير موطنه وغير أناسه
اذ لا يحق لفصيل من البشر العمل علي أندثار فصيل آخر
ذلك منهج القائد ذوالقرنين في قوله تعالي علي لسانه. ة
( فأما من آمن وعمل صالحا فله جزاءا الحسني،
وسنقول له من أمرنا يسرا)
وعلي الوجه الآخر،
لما بلغ مطلع الشمس أستعان بالجيش وأهل البلد في بناء
جدار حصين ليكون أمنا وسلاما لأهل هذا البلد فجاء
قوله تعالي علي لسانه.
( فأعينوني بقوة…)
وجلة منهج لذي القرنين هو النفع العام في الحرب والنغع العام في السلم،
فضلا عن أزدواجية مهام الجيش في القتال وفي البناء وفي كلتا
الحالتين غايته حفظ النفس التي حرم الله الا بالحق..
فالانسان شأن الله وليس شأن الانسان فلا يحق لفصيل ان يتصرف في حياة أخرين ويفرض الموت..
ووفقا لنهج ذي القرنين الذي أقره القرآن الكريم في آيات سورة الكهف يسمو حق
الفلسطينيين في السبب السليم للحرب وهو هدف رفع الحصار
لصون النفوس ولجلب الأرزاق..
وحق أستعادة حيز تاريخي للسيادة الفطرية تكفل له
المنعة والتطور في موطنه وهو
حق تذكيه نصوص الكتب المقدسة الثلاث التي ذكرت هذا الشعب بمسماه
لو تكلمت أشارات رسالات هالات ضوئية وميضها ساكنة ومتحركة تنبعث من الجسوم الأخري للشهداء لنطقت
جالبة معها حجة ذو القرنين
من آيات الذكر الحكيم..
يا أولي الألباب.. ?


































































