فاطمة عبد العزيز محمد
لانك زهرة
أن الزوجة الصالحة هى المرأة ذات الدين، والتى تكون عونا لزوجها، تحثه على الصلاة والصدقة، وتذكره ببر الوالدين وصلة الرحم، وتشاركه الدعاء والصيام والقيام، يقول الحبيب المصطفى صلوات ربى وسلامه عليه: «من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله فى الشطر الثانى»، كما يبين لنا رسولنا الكريم أن الدنيا متاع زائل، وخير ما فيها من هذا المتاع هو الزوجة الصالحة، وما ذلك إلا لأنها تكون سببا فى سعادة صاحبها فى الدنيا، كما أنها تعينه على أمر الآخرة، والآخرة خير وأبقى.
وفى وصف عباده الصالحين يقول رب العزة سبحانه وتعالي: «ومنهم من يقول ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار»، يقول سيدنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه فى تفسير هذه الآية: «فى الدنيا حسنة»، أى المرأة الصالحة، «وفى الآخرة حسنة»، أى الجنة.
ومن أجل ذلك فقد بالغ الإسلام فى الحث على اختيار المرأة ذات الدين، وها هو ذا رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم يبين أصناف الناس عند اختيار الزوجات، ثم يدلنا على الأصوب والأنفع فى الاختيار وهو اختيار ذات الدين، يقول صلى الله عليه وسلم: «فاظفر بذات الدين تربت يداك».. وبناء عليه، فليعلم كل من غض الطرف عن الدين فى اختيار الزوجة، وولى وجهه شطر الجمال ينشده، أو الحسب يبتغيه، أو المال يتطلع إليه، فإنه مغبون قاصر الهمة.
إن الزوجة الصالحة هبة من الله، راحة للقلب وأمان للنفس وسعادة فى الحياة، واستحقاقها لا يكون بالسعى بقدر ما يكون بتقوى الله وطاعته، يقول ابن عربي: «الزوجة الصالحة نعمة لا تأتى بسعيك، فهى رزق يساق لمن اتقى ربه، فاتقوا الله واعبدوه حق العبادة، واستجلبوا منه القبول واستمنحوا الرضا، حتى يمن عليكم بتلك النعمة العظمى».
ومن المعلوم أن الله جل وعلا أسبغ علينا نعما كثيرة، ولم يزل يسبغ على عباده النعم الكثيرة، وهو المستحق لأن يشكر على جميع النعم، ومن شكر نعمة الزواج القيام بالحقوق والواجبات المنوطة بكل من الزوجين تجاه الآخر، وهذه الحقوق مما سيسألنا الله عنها يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: “كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته والرجل راع في أهله، وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها” رواه البخاري، فإذا رزقك الله بزوجة صالحة فأحسن اليها، ليحسن الله اليك.





































































