لماذا التصعيد على قطر الآن؟
بقلم: عادل الطيب
فوجئ العالم، والإقليم على وجه الخصوص، بقصف الاحتلال مبنى سكني في العاصمة القطرية الدوحة بدعوى وجود بعثة سياسية تابعة لحركة حماس داخله، ما أسفر عن استشهاد عدد من أعضاء الوفد.
هذا التطور أثار دهشة واسعة، ليس في قطر وحدها، بل في مختلف العواصم، خصوصًا وأن الدوحة تلعب في هذه الأثناء دور الوسيط بين الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة، وفصائل المقاومة الفلسطينية من جهة أخرى، في محاولة لوقف نزيف الدم على أرض غزة.
مفارقة القاعدة الأمريكية
اللافت أن قطر تستضيف على أراضيها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، ما يطرح تساؤلات حول طبيعة العلاقة التي تربطها بالولايات المتحدة وإسرائيل، إلى جانب استضافتها قيادات المقاومة. ويرى البعض أن هذه العلاقة المزدوجة هي ما منحها مساحة التحرك للقيام بدور الوساطة.
الضوء الأخضر الأمريكي؟
المثير للجدل أن استضافة قطر لقيادات المقاومة لم يكن بقرار منفرد، بل جاء – بحسب مراقبين – بضوء أخضر أمريكي، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤل أكبر:
هل كان ذلك تمهيدًا لاستهداف تلك القيادات على الأراضي القطرية نفسها؟
رسائل مبطنة
ما حدث يمكن قراءته باعتباره رسالة واضحة من الكونغرس الأمريكي لحلفائه في المنطقة: لا مجال للتفاوض. كما أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدوره أن يبعث برسالة لقيادات المقاومة مفادها: لا مكان لكم على أرضٍ عربية، و ابحثوا عن ملجأ آخر مجهول.
تحالف مطلوب
أمام هذه التطورات الخطيرة، يرى مراقبون أن المرحلة تفرض ضرورة بناء تحالف وطني عربي وإسلامي لمواجهة العاصفة الصهيو-أمريكية، التي تستهدف كسر إرادة المقاومة وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21]