ملحمة التعويم : _
وما استعصى على قومٍ منالٌ … إذا الإقدام كان لهم رِكابا .
كتب رؤف جنيدي
بسواعد مصريةٍ أصيلة . وبعقولٍ مصرية . وبحسابات مصرية . وبمعدات مصرية ( ولو مدعومة ) . تمكن الرجال من تعويم بلد يمشى على الماء إسمه ( إيفر جرين ) . وبملء فيهى الآن وبكامل سعة صدرى وبكل فخرٍ واعتزاز أقول اليوم :
مصر عادت شمسُك الذهب . كتب القنال على شطه
قصصاً بالحب تلتهب .
لست فى حاجة لأن اتطرق لمواصفات الناقلة من حيث الطول والعرض والوزن والحمولة والمساحة الراقدة منها فوق الرمال فضلاً عن سوء الأحوال الجوية وحسابات سرعة التيار وتوقيتات المد والجزر كى أشيد بهذه الملحمة البطولية . فمصر تتحدث عن نفسها دائماً منذ زمنٍ بعيد . وبناة الأهرام شهودٌ على ذلك .
ولكنى كمصرى ينتمى الى هذه الدولة العتيدة . مستنداً على عراقتها وأصالتها . مضجعاً فى زهوٍ وخُيلاء على كبريائها وشموخها . أرى أن أموراً كثيرة لم تعد تنطبق علينا أو تناسبنا . بعد أن راح البعض يلوحون ليل نهار . أن كل ما تمر به البلاد من أحداثٍ هى من صنع الإخوان .. ذلك القط الذى ألبسناه بأيدينا فراء النمور . هذا البُرص الذى أوهمناه بكثرة نواحنا وصراخنا أنه تمساح . فهل يليق بمصر أن يقضى إعلامها وأبناؤها على شبكات التواصل ساعات تلو ساعات يصرخون فيها وينتحبون من شراذم لم تعد قادرة أن تطل حتى برؤوسها ؟ . هل ينزعج الأسد من فأرٍ تسلل إلى عرينه ؟! . هل يختل توازن الفيل لأن نملةً تعبث بقدمه ؟! . هل يمنع إنطلاق القطار أن غراباً وقف على قضبانه ؟! . مالكم كيف تحكمون ؟! .. أفكلما انفجر إطار سيارةٍ فى أحد شوارعنا فزِعنا واتهمنا سائقها أنه يهدد استقرار الدولة ؟ . أفكلما حادت دراجة بخارية عن مسارها واصطدمت حسبنا قائدها إرهابياً يهدف إلى إشعال الحرائق والفتن ؟ ..
كفاكم تقزيماً للدولة وسجنها فى حيز ردود الأفعال . وضعتونا دائماً موضع المفعول به . يُفعل بنا دائماً ونحن المساكين . يُعتدى علينا دائماً ونهب فقط لإزالة آثار العدوان . نشيع ضحايانا دائماً ثم نتوجه الى الله بالدعاء على من كان السبب فى موتهم . تحدثوا عن أفعالنا نحن بصوابها وخطئها .. أليس لنا أمجاد تتحدثون عنها ؟! .
ياسيدى : أقسم بالله العظيم أكرم لنا أن نكون مهملين ومقصرين من أن نكون عُرضةً لكل من هب ودب أن يعبث بمقدراتنا على هذا النحو الذى تروجون له . كيف نطمع فى جذب استثمارات أجنبية ونسعى بكل السبل لتنشيط السياحة . وقد صورتم مصر للعالم كله وكأننا نسير فى الشوارع واضعين أصابعنا فى آذاننا تحسباً لأى انفجار أو تصادم أو جنوح او شحوط ؟! . كيف لدولةٍ ينادى رئيسُها ليل نهار بأنها أم الدنيا ويحاول بكل طاقته أن يجعلها قد الدنيا . ونحن من صنعنا من صبىٍ يدعى ( رحيل أبو عامر ) بطلاً أسطورياً خطط ودبر لحادث تصادم قطارى سوهاج ؟! . حتى الناقلة الجانحة روجتم أنها تمايلت وتلكأت كأنها تنتظر التعليمات بغلق القناة . يا سيدى : إن كنت لابد فاعل . فاختر عدواًّ يليق بنا . عدواً يستحق الندية والخصومة . لا عدوٌ نبحث عنه بين العجلات وتحت الأنقاض .
ياسادة : كفانا تشدقاً بهذة النغمة التى لم تعد فى صالحنا . كفانا لطماً للخدود وشقاً للجيوب . إفتخروا بالبلد وبإنجازاتها . أشعرونا أننا نعمل لأنفسنا وليس نكايةً فى حاقدٍ ولا غيظاً فى شامت . نفتخر بمصر لأنها بالفعل تستحق الفخر والإعتزاز . لا تجعل فرحَك أو حزنَك مرهونٌ بأحد . ولا مردودٌ لفعل أحد . فأنت الفاعل . أنت صانع الأحداث . أنت صاحب الأرض والقرار . وقد جاءت كلمة الرئيس السيسى بخصوص سد النهضة . ( مافيش حد هياخد نقطة مية من مصر واللى عاوز يجرب يجرب ) .. فلعل فيها قولاً فصلاً لهذه القضية ولغيرها من القضايا . فليت نحيبُكم يصمت . وليت بكاؤكم يَسكُن . وليت أنينُكم يكُف . لنسمع بدلاً منه صوت القوة .
فلا الطائرةُ تنتحب
ولا الصاروخ يبكى
ولا الدبابة تئن .