من وحي الصورة

من وحي الصورة

بقلم:  نورا صبحي

وسمعت في الأخبار أنه

 جاء الشتاء!

وبأن أرض مدينتي

 قد طهرتها يد السماء

قد كان طقس القلب في هذا المساء

غائما بالشوق يبدو ممطرا

لكنه…

 لم ينهمر كعادته !

فلقد تجمد غالبا

بفعل موجة كبرياء

أرجوك إن عاد المطر

لا تنتظر …

أنا لن أعود لنلتقي

أنا لم أعد أنوي البقاء!

إن كنت تنوي رقصة تحت المطر

لا تنتظر عند المساء

فلقد أعرت الريح معطفنا الذي

كان نسيجه من محبة واحتواء

وشريطتي حررتها

طارت وعانقت الهواء

أرخيت قيد مشاعري وتركتها

تسمو وتسكن غيمة قرب السماء

ومسحت فوق جبين قلبي

عوذته وتركته يجلس وحيدا هادئا

لم يعد بحاجة للاتكاء

ومظلتي أهديتها ..

لطفلة الحي التي

 رسمتني يوما في الخفاء

ولم تشوه ضحكتي لكنها..

أخفت الكحل الذي

سال على خد البكاء

إن كنت تنتظر المطر !

أو رقصة عند السحر !

أو ضحكتي العفوية وأنا أشاكس في المطر !

لا تنتظر!

لا تنتظر عند المساء!

ولتقل كانت هنا لكنها..

قد أفلتت كتفي وعادت للوراء

وصافحت حبا قديما في الخيال

تركتني وحدي وامتطت أفكارها

وأنا المتيم في هواها ..

أواه من هذا الفرار!

سأقول حينها في ضميري

قد كنت معك هاهنا ذات نهار

 لكنك

لم تنتبه..

لم تبصر القلب الذي كانت مشاعره وقار

وتركت ظنك وحده يمتلك أخذ القرار

أغمضت عيني برهة …

نفس عميق ..

أعادني بعد احتضار

ضوء قريب خلته إضرام نار

لكنه نجم بقلبي

يدور في فلك المشاعر كلما

ضاقت ولذت بالفرار

قمر في ذيل فستاني المطرز

بالحنين ..

صنعته أمي باقتدار

في ذلك الليل الذي غادرت فيه حضنها

قالت : سيبقى  مؤنسك

إن طال ليل الانتظار !

فشعرت أن الطقس هذا الليل بارد

شيء بقلبي مشاكس

فأردت إضفاء السكينة

كي ينقضي هذا المساء

ويحتضن قلبي النهار

هل لي بشيء دافئ

يمنحني بعض الاعتذار

ربما شال قديم حاكته أمي

ورصعته بدفئها من حبها من قلبها

من صوتها الذي سكن الحناجر

فكان مدفأة الليالي

وألف أغنية تغنى للصغار

أو ربما حدوته لجدتي..

بدأت بصبر وكان آخرها انتصار

أو صورة المطر التي خبأتها

في ركن قلبي

حين ارتديت لأجلك ..

ثوبي المرصع بالنجوم

ولم أسل من يومها :

لماذا طال الانتظار؟!