بقلم : تامر إدريس
أيَّها المسكين لا تغتر؛ أيا أيها الذي من مهين دافق تحدَّر، أمن أصلك تتنصَّل؟!، أولست إلى التراب مرسل؟!! ، ألا يسكنك آكلوك؟!!؛ اعتبر فإنما أنت إلى الهدى مفتقر.
انثر في ربيع الإهاب حنينا، ليكن طيب الكلام منك طنينا، يا من ملأت الفضاء ضجيجا، أوخزك القذى حينا؟!؛ أصحبك النوى طويلا؟!؛ أصيَّرك النحيب فسيلا؟!.
سرى الجواد سماوات، وسناه شموس متلألآت، نداه يفوق الغاديات، وماؤه عذب فرات، مُهَذَّبٌ لا يستكين ولا يهين، متأصِّلٌ في المنح لا يمَنُّ ولا يبين، نهره بوافر الخير يجري ومزنه بالنماء تفيض، توثَّبَ للثُّريا متجلِّدًا، غاية الغايات وإليها يسير.
مواكب الخيِّرين تترى، تفنى الجسوم والأثر باقٍ في القلوب؛ فنعم المسير!!
أيا من أنت عن التَّفكر ناءً! ألا أيُّها الذي عن الاعتبار لاهٍ! يا من عن السمع أمنع، وعن الفقه أقطع! أيا من عن النصح تترفع! أيا من عندك السُّبل تُقَطَّع! أيا من تجرعت الداء دواءً! كن بالحبِّ في الشأن أرفع، وللمكرمات في العالمين أصنع، تدبَّر وتعلَّم، أنصت واعتبر واقنع!
مرارة الدواء سرعان ما تذهب، وعضال الداء أبقى وأصعب، إن كشَّرَ لك بالحقد ناب فاستمسك بالذي هو خير وأصوب.
الصَّبر أول مراتب الشفاء، وعلى قدر المشقَّة يكون الأجر، من يزرع الشوك لا يجني العنب، وإنما من جنس العمل يصاغ الجزاء.


































































