نورس كل صباح يتجدد
حوار: غادة السيد
لكل مجال أعلامه وراياته الخفاقة التي تسير على هداها قوافل الإبداع والتنوير، ومناراته الألقة التي مهما كان ظلام الجهل حالكا؛ تسوده عتمة التشنج والابتذال فهي تهدي سفن التثقيف إلى بر الإبداع الراقي السالم من الشوائب والأدران.
واليوم حوارنا مع لواء من ألوية الأدب والشعر. عرفته مخلصا متواضعا خفيف الظل متدينا مع قدر لا نهائي من الاحترام.
حباه الله بموهبة فذة وعلم غزير تحصل عليه بسنوات من العمل الدؤوب والمثابرة ففاض عليه بعطاءات جزيلة؛ استعملها هو لإسعاد الآخرين وتقديم الدعم لهم.
نتشرف اليوم بالحديث مع الأستاذ الكبير جابر بسيوني:
?. يسعدنا أن نلتقي بكم اليوم أستاذ جابر ويشرفنا أن نتعرف أكثر على سيادتكم.
?. إسمي جابر أحمد محمود بسيوني، وشهرتي “جابر بسيوني”
شاعر ومحاضر ثقافي.. ولدت بالإسكندرية 26/12/1960
تخرجت في كلية الحقوق – جامعة الإسكندرية مايو 1983.
عملت محامياً ثم مديراً عاماً بمصلحة الضرائب المصرية.
?. من هي أسرة جابر بسيوني؟
بعد وفاة زوجتي الأولى أحلام والتي أنجبت منها إبني شهاب الدين تزوجت بعد إثني عشر عاما من السيدة إيمان خليل زميلتي في مصلحة الضرائب و أنجبت منها إبني أحمد.
وقد تخرج شهاب الدين في السياحة والفنادق
وأصبح أحمد في الصف الثاني الثانوي.
?. كيف بدأت حياتك الأدبية؟
?. بعد تخرجي في كلية الحقوق جامعة الإسكندرية عام ١٩٨٣
مارست المحاماة ثم التحقت للعمل بمصلحة الضرائب حتى أصبحت رئيسا لمصلحة ضرائب المنشية قبل إحالتي للتقاعد وقد حاولت طوال هذه السنوات ان أجمع بين العمل وكتابة الشعر والحمد لله وفقني الله في ذلك.
?. لكن سيادتكم توليت العديد من المناصب الهامة في مجال الأدب.
?. نعم تشرفت بالعديد من المناصب والتي أعدها واجبا ومسؤولية كلُفت بها حيث كنت.
-عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر ( 2003 )
-رئيس لجنة الفروع باتحاد كتاب مصر ( 2000 – وعدة دورات ) .
-رئيس أنشطة شعر العامية بالاتحاد 2013 .
-عضو المجلس الأعلى للثقافة ” لجنة الشعر ” 2013- 2015 .
-مستشار ثقافي بالمجلس الأعلى للشباب والرياضة .
-عضو مجلس إدارة إتيلية الإسكندرية 2016
-أمين عام هيئة الفنون والآداب والعلوم والاجتماعية بالإسكندرية.
-رئيس نادي الأدب المركزي بالإسكندرية 2015- 2016 .
-رئيس نادي أدب قصر ثقافة الأنفوشي .
-رئيس نادي أدب مصلحة الضرائب المصرية .
-مؤسس ورئيس النادي الأدبي بمركز الشباب البحري بالأنفوشي.
-عضو أمانة أدباء مصر في الأقاليم 1997 – 1999 .
-عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب.
-مؤلف الأغنية المعتمد باتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري .
-رئيس تحرير أول مجلة متخصصة للأطفال بالإسكندرية ” دنيا التذوق ”
-مدير تحرير مجلة الكلمة المعاصرة الصادرة عن إقليم غرب الدلتا الثقافي المتوسط .
-معد ومقدم ببرامج في الإذاعة والتلفزيون بالإسكندرية .
-أمين عام مؤتمر الإبداع الأول للطفل المنعقد في الإسكندرية (20/21 مايو /2017) .
-المستشار الثقافي للنادي الأولمبي المصري بداية من إبريل 2017 .
ما شاء الله يا فندم دام عطاؤك وبارك الله في عملك.
?. هل صادفت صعوبات في بداية مشوارك الأدبي كان من شأنها أن توقف المسيرة في بدايتها؟ أم كانت الامور وردية؟
?. صادفت صعوبات كثيرة جدا منها الحياتي الشخصي الذي يتمثل في رحيل زوجتي أحلام بعد سنوات زواج أربع، وتترك لي شهاب الإبن الصغير و أعيش بلا زواج١٢ عاما.
ومن الصعوبات الأدبية: السعي الدائم لكي أتفادي أعداء النجاح والخصوم الذين يقفون بيني وبين تقدمي الأدبي والعمل على عرقلة مسيرتي الإبداعية.
وأيضا صعوبة عملي الوظيفي كمأمور الضرائب ومحاولات الجمع بينه وبين موهبتي الأدبية، ويكفي أن أؤكد أنني شاعر صاحب هم أدبي وأحمل على كتفي رسالة أديب وكاتب جاد
أضحي من أجل نجاحها بالوقت والجهد والمال.. وقد أثر ذلك على علاقتي العائلية و الأسرية.
?. أهم الجوائز والتكريمات التي حصلت عليها وهي كثيرة لكن لنتعرف على بعضها.
?. الحمد لله حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات من هيئات ومؤسسات مختلفة في مصر و خارجها والتي أكن لأصحابها كل التقدير و الامتنان، فقد كرمتتي دار الأوبرا المصرية، وكلية الزراعة بالإسكندرية، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا، ومصلحة الضرائب، وقصر ثقافة التذوق، ومتحف محمود سعید، وقصر ثقافة الأنفوشي، ومركز الحریة للإبداع،
والهیئة العامة لقصور الثقافة.
وقد حصلت على المركز الأول في الشعر على مستوى مصر ثلاث مرات : 1985 – 1990 – 1991، ولقب أحسن شاعر في الإسكندرية في استفتاء إذاعة الإسكندرية عام 2009.. وخارج مصر كرمتني جمهوریة تونس العربیة 2004، دولة الكویت 2008، المملكة المغربیة 2010.. وللجميع كل الاحترام والشكر والتقدير.
?. شاركت سيادتكم في العديد من المحافل الأدبية والمؤتمرات و قامت بنشر أعمالكم أهم المؤسسات الصحفية فهل أعطيتنا نبذة مختصرة عن ذلك.
?. بالفعل لي مشاركات عديدة في المؤتمرات وتعاونت مع المؤسسات الصحفية والإعلامية المختلفة ومنها:
•مؤتمر الكاتب والمستقبل بالقاهرة 2003 الذي نظمه إتحاد الكتاب العرب، مؤتمر الشعر العالمي بتونس 2004، مؤتمر الشعر العربي بالمملكة المغربیة 2010، أسبوع الصداقة المصري الكویتي 2008، أمین عام مؤتمر الكاتب في مجتمع متغیر بإتحاد كتاب مصر بالزمالك القاهرة برئاسة
و قد نشرت أعمالي في الصحف والمجلات والمواقع المصریة وكذلك العربية مثل:
الرافد – الكویت – المجلة العربیة – العربي – العربي الصغیر- حسمى بالسعودية والمسار التونسية
?. أبدعت سيادتكم في إصداراتكم الشعرية الهامة للكبار والصغار ونحب أن نتعرف عليها..
?. كان لي إصدارات عديدة في الشعر والحمد لله:
دیوان شعر الفصحى أحلام 1994، دیوان شعر الفصحى كل صباح اتجدد 1998، دیوان شعر الفصحى حزني أنا أولى به 2001، دیوان لحن الماء 2005، دیوان لا ینفد حبي أبدا 2007، دیوان لتكن ما شئت 2010، دیوان مشاعر تجددني 2010، دیوان الطیبون یرحلون، دیوان نورس لا یرى إلا الجمیل 2016.
أما إصدارات الأطفال :
دیوان ” تبارك الله 1998، دیوان ” إن شاء الله 2006، مسرحیة نثریة ” عم حسان الندمان ” 2010، دیوان ” الكون جمیل “2014، ديوان أمطري يا سماء 2021، و تحت الطبع، ديوان شعر العامية، يلا بينا نلعب برسوم الفنان شوقي حسن، وأيضا..دراسات أدبية في فن الكتابة للطفل.
?. لكن ما هي أقرب أعمالك إلى قلبك وسبب ذلك؟
?. للعمل الأول معزة خاصة وهو ديوان “أحلام” الصادر في عام 1994 عن هيئة الفنون والآداب والعلوم الاجتماعيه بمقدمة للناقد الكبير د. محمد زكي عناني وكان اسمه “على وجهه ملامحها” لولا وفاة زوجتي أحلام في ريعان الشباب فأردت أن يرتبط إسمها بديواني الأول لكي تظل مذكورة في مسيرتي. وأعتز أيضا بديواني “نورس لا يرى إلا الجميل” الصادر في عام 2016 وهو ديوان يمثل عندي تجربه شعريه ناضجه وصادقه وتتسم بالتحدي والقوه والتنوع.
?. لكل منا شخصيات تركت أثرا هاما في حياته فمن هي الشخصيات التي أثرت بسيادتكم في مراحل العمر المختلفة؟ وما وجه التأثير الذي أحدثوه في شخصيتك؟
?. بالنسبه للعائله: أخي الكبير محمد بسيوني فهو قدوتي في الاتساع المعرفي ومداومه الاطلاع وايضا هو مرشدي في الثقافه والفن والرياضة.
وبالنسبه للحياة أستاذي الشاعر الكبير الراحل أحمد السمرة فقد علمني ادب النفس وأدب الدرس.. ولا أنسى ما انتفعت به من نصح وإرشاد لكل من الدكتور محمد زكريا عناني والشعراء الكبار أحمد سويلم ودكتور فوزي خضر واحمد فضل شبلول وأيضا أحمد عنتر مصطفى وغيرهم فأنا أعتبر كل من أفادني أو أمدني بالمعلومه هو أستاذ لي، وحسبي دعائي لله دوما؛ اللهم اجعلني تلميذا وفيا واجعل في دربي أستاذا معلما، ولا أنكر أستاذي الفنان القدير علي الجندي لي و أستاذيه الصحفي الكبير محمد عبد المجيد فقد تأثرت بهما كثيرا جدا.
وأذكر أني رأيت الكاتب الكبير نجيب محفوظ مرتين ولم أدخل معه في حوار، مرة وهو يجلس على موائد فندق سيسل بمحطة الرمل قبل حصوله على جائزه نوبل ومرة في مقهى بترو برمل الإسكندرية ولم أجلس معه، لكن قرأت أعماله الروائيه ومقالاته وتأثرت بفلسفته الإشتراكيه في التعامل مع أفراد المجتمع وشخصياته، واحترامه لوجود كل شخص مهما كان دوره، فكل إنسان له وجوده وأحلامه، وأعتبر “ثرثره فوق النيل” و “السراب” من أعماله المهمه جدا التي ألهمتني أبعادا أدبية وفكرية.
?. أحداث هامة محفورة في الذاكرة لايمكن أن تنساها سلبا او إيجابا.
?. يوم وفاة والدتي الحاجة صفيه محمود سليمان في 14 نوفمبر 2003 وهي التي كانت امرأة ملكة، قوية الشخصية، أنيقة، هانم، معطاءة، مثقفة.. وأذكر ان سرادق العزاء كان ممتلئا بشكل غير معتاد واحتشد له من الجيران والمعارف والاقارب لمنزلتها لديهم رحمها الله.
ومن الأحداث الهامة أيضا يوم لقائي بالسيده سوزان مبارك في عام 1995 يوم 19 أغسطس وهو يوم افتتاح قصر التذوق بسيدي جابر وقد ألقيت فيه قصيدتي “كل صباح أتجدد” وقد طلبت السيده سوزان اذاعه القصيده في نشرات الأخبار السادسه والتاسعه وأحداث أربع وعشرين ساعه بالتلفزيون المصري.
كما لا أنسى يوم فوزي بعضوية مجلس إدارة إتحاد كتاب مصر في عام 2003 وشرفت عضوا بالمجلس تحت رئاسه المبدع الكبير الراحل فاروق خورشيد.
?. هناك العديد من الكتاب والنقاد الذين كتبوا عن سيادتكم بكثير من الحب والإكبار. من تذكر منهم؟
?. هؤلاء العظماء لايسعني إلا أن أتقدم لهم بجزيل الشكر والعرفان وهم:
الأديب إبراهيم النحاس، أستاذ دكتور أبو اليزيد الشرقاوي، الشاعر أحمد عنتر مصطفي، الشاعر أحمد فضل شبلول، الشاعر.. أحمد سويلم، أستاذ دكتور أحمد منصور، أستاذ دكتور بهاء حسب الله، دكتورة زينب العسال، الروائي سعيد سالم، دكتور شعبان عبد الحكيم، الشاعر عبد المنعم عواد يوسف، أستاذ دكتور فوزي خضر، أستاذ محمد دحريجة، أستاذ محمد زكريا عناني، أستاذ دكتور محمد زكي العشماوي، والأديب محمد عباس علي، الأديب محمد عطية محمود
والناقد.. محمد محمود الفخراني، أستاذ دكتور مختار عطية، الشاعر، مختار عيسى، أستاذ دكتور مفيدة إبراهيم عبد الخالق، الشاعر، ناجي عبد اللطيف، أستاذ دكتور يوسف نوفل
?. قَدمت سيادتكم العديد من الدراسات القيمة، كما قُدِّمت دراسات هامة عن أعمالك. هل يمكن أن تطلعنا على بعضها؟
?. قدمت الباحثة وفاء محمد أبو طاحون رسالة ماجستير بإشراف أ. د مفيدة إبراهيم عبد الخالق، بعنوان النزعة الإنسانية في شعر جابر بسيوني بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر الشريف.
* وتعد الآن رسالة ماجستير بقسم اللغة العربية جامعة المنصورة بإشراف استاذ دكتور مختار عطية عبد العزيز للطالبة آية نزيه بعنوان البنى التركيبية البلاغية في شعر جابر بسيوني.
?. من تتوجه له بالشكر أو اللوم أو الإعتذار ؟
?.أتوجه بالشكر لكل من عاونني أو ساعدني أو علمني أو أفادني وخاصه الأديب الكبير الراحل نبيل عاطف مدير إذاعة الإسكندرية الأسبق الذي كان حجه في اللغه العربية، وأيضا الإذاعي الكبير جمال توكل الذي اعتمدني مذيعا بإذاعة الإسكندرية لتقديم برنامج رباعيات زجلية معه ومع الإذاعية أسماء عجلان، وأيضا دكتور مختار عطيه الناقد الأدبي الكبير الذي صادقني ورافقني في رحلتي وكان ولم يزل خير صديق ومعين.
لا ألوم أحدا، لكن عدد قليل من الذين علمتهم وأخذت بيدهم أنكروا وجودي بل وكانوا خصوما لي؛ أقول لهم شكرا لكم.
أعتذر لكل من تسببت في ضرر له دون قصد فأنا لم أسع في حياتي بقصد لإيذاء أحد.
?. شخصية تتمنى لو كنت التقيت بها قبل رحيلها أو تمنيت أن تكون فترة وجودها بحياتك أطول لكن القدر سبق ونفذ. ولِم؟
?. هي شخصيه الشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل فهو أستاذي بالقراءه والاطلاع وهو أحد المؤثرين في صقل موهبتي وكتابتي للقصيده الإنسانية، و الشاعر الكبير كامل الشناوي
وكذلك الأديبة فتحية العسال صاحبه مسلسل “هي والمستحيل” فقد شرفت بوجودي معها في مجلس إدارة إتحاد كتاب مصر فتره وجيزه قبل رحيلها بأعوام وتعلمت منها قوه إبداء الراي والدفاع عنه، وكذلك الدكتور أحمد مرسي نائب رئيس إتحاد كتاب مصر الأسبق الذي كان عالما في الأدب الشعبي ومتواضعا جدا،
وكذلك الكاتب الكبير محمد سلماوي الذي يمثل بالنسبه لي الرجل الفارس المثقف القوي الذي يسعى إليه. وأحترم صداقتي وقربي من كل كتاب مصر وفنانيها خاصه دكتور يوسف نوفل أمد الله في عمره ودكتور محمد عبد المطلب والشاعر الكبير محمد إبراهيم أبو سنه أمد الله في عمرهما.
?. ما هي رسالة جابر بسيوني في مجال الأدب في نقاط؟
?. أولا: إنتاج تجربة أدبية شعرية صادقة تفيد الاخرين.
ثانيا: تفعيل الواقع الأدبي والارتقاء به.
ثالثا: تكريم أصحاب العطاء الثقافي من الأحياء والأموات.
رابعا: الأخذ بيد الشباب وأصحاب المواهب.
خامسا: العمل المخلص في صمت.
?. ماذا تحب أن تقول سيادتكم في نهاية الحوار؟
?.أقول للحديث بقية وشكرا لكِ ولكم جميعا.
?. ولكم جزيل الشكر الأستاذ الكبير جابر بسيوني على هذا الحوار الممتع المفيد.
وإلى اللقاء في حوارات أخرى مع أعلام الأدب.
