هل يمكن تجنّب الصدمات في الحياة عبر قراءة الخريطة الفلكية؟
بقلم الباحثة الفلكية أ/سحر حسن منصور
و
خبيرة الأسترولوجي أ/ فاطمة صابونجو
هل يمكن تجنّب الصدمات في الحياة عبر قراءة الخريطة الفلكية؟
السر يكمن بين حدود التنبؤ وقوة الوعي الشخصي للفرد !!!!
يطرح الكثيرون سؤالًا يتردد كلما اشتدّت تقلبات الحياة:
هل يمكن للفلك، بكل ما يحمله من رموز وحركات ودلالات، أن يمنح الإنسان قدرة استثنائية على تجنّب الصدمات قبل وقوعها؟
وهل يمكن للخريطة الفلكية أن تحمي الفرد من الأحداث المؤلمة التي قد تواجهه في مسار الحياة؟
الإجابة ليست نعم كاملة ولا لا كاملة، بل تقع في منطقة أكثر واقعية: الفلك لا يمنع الصدمات
لكنه يخفّف حدّتها، ويكشف توقيتها، ويحوّل التجربة من مفاجأة جارحة إلى درس واعٍ يمكن التعامل معه بذكاء.
فالخريطة الفلكية ليست نصًا قدريًا يروي تفاصيل ما سيقع حرفيًا، وإنما إطار لفهم طبيعة الإنسان
واتجاهات تجربته في الحياة، والمراحل الزمنية التي يُحتمل أن تحمل ضغوطًا أو تغييرات كبرى.
إنها تشبه خريطة طقس: لا تمنع العاصفة من المرور، لكنها تخبرك أين ومتى وكيف تستعد لها.
تاريخيًا، لم يُستخدم الفلك كأداة للتنبؤ بالمصائر بقدر ما كان وسيلة لرصد الإيقاع الكوني الذي يؤثر على الظروف النفسية والاجتماعية والعملية.
وعلى هذا الأساس، تؤدي الخريطة الفلكية دورًا مهمًا في تفسير نوعية الاختبارات التي قد يواجهها الإنسان في فترات معينة. فعندما يمرّ زحل، المعروف بكوكب
المسؤوليات، بمنطقة مرتبطة بالعلاقات مثلًا، قد لا يعني هذا انفصالًا حتميًا، لكنه يشير إلى اختبار يتطلب نضجًا، صبرًا، أو إعادة تقييم. كذلك
فإن تحركات بلوتو أو أورانوس تُعد مؤشّرات لمرحلة تغييرات جذرية أو أحداث مفاجئة، لكنها لا تكشف تفاصيل الحدث ذاته، بل فقط طبيعته واتجاهه.
هذه المعرفة المسبقة تمنح الإنسان قدرة أكبر على الاستعداد النفسي والذهني. فالصدمة التي تأتي بلا إنذار غالبًا ما تكون الأشد وقعًا، بينما التجربة التي نعرف طبيعتها مسبقًا تصبح أكثر قابلية للفهم والتعامل.
وعندما يدرك الفرد أن المرحلة التي يدخلها الآن تحمل درسًا معينًا، فإن ردّ فعله يكون أهدأ وأكثر توازنًا، وتقلّ احتمالات اتخاذ قرارات انفعالية أو متهوّرة قد تزيد من حدّة الموقف.
إن دور الفلك هنا ليس درء القدر، بل كشف معنى القدر. ففي اللحظة التي يدرك فيها الإنسان أن ما يمرّ به جزء من دورة تطور، يتغير شكل الألم.
لا يعود الصراع مواجهة عمياء، بل يتحوّل إلى مواجهة واعية، يقلّ فيها الخوف ويزداد فيها الفهم.
ومن خلال هذا الفهم، يتمكن الشخص من اتخاذ خطوات أكثر حكمة في حياته الشخصية أو المهنية، ويتعلم كيف يخفّف الخسائر، وكيف يحوّل الضغط إلى إنجاز، والاختبار إلى قوة.
كما تكشف الخريطة الفلكية عن الجروح القديمة التي ترافق الإنسان، خاصة تلك التي يدل عليها شيرون والكواكب الثقيلة. هذه الجروح النفسية—إن لم تُواجه—قد تجعل الصدمات القادمة أكثر إيلامًا. أما حين يعرف الإنسان مناطق هشاشته
فإنه يصبح أكثر قدرة على حماية ذاته، ومعالجة ماضيه، وتحصين قلبه وعقله قبل الدخول في أي مرحلة حساسة.
في النهاية، لا يَعِد الفلك بحياة خالية من المفاجآت، ولا يَعِد بأن يجنّب الإنسان كل ألم. لكنه يمنح شيئًا أثمن من ذلك: الوعي. يمنح القدرة على رؤية الطريق بوضوح،
وعلى فهم ما يحدث ولماذا يحدث، وعلى الاستعداد لما هو قادم دون خوف. وعندما يتحوّل الخوف إلى فهم، يصبح الإنسان قادرًا على تخطي الصدمات لا لأنها اختفت، بل لأنه أصبح أقوى منها.
وهذا هو جوهر الفلك الحقيقي:
ليس التحكم بالقدر، بل فهمه.
ليس إلغاء الصدمات، بل العبور من خلالها بوعي وثبات.
لكم مني كل الحب ❤️





































































