كتبت : مريهان ممدوح مردن
-يعد وادي الملوك والذي يعرف أيضا باسم “وادي بيبان الملوك” وهو واد في مصر استخدم على مدار 500 سنة خلال الفترة ما بين القرنين السادس عشر والحادي عشر قبل الميلاد لتشييد مقابر لفراعنة ونبلاء الدولة الحديثة الممتدة خلال عصور الآسرات الثامنة عشر وحتى الأسرة العشرين بمصر القديمة ، ويقع الوادي على الضفة الغربية لنهر النيل في مواجهة طيبة (الأقصر حاليا) بقلب مدينة طيبة الجنائزية القديمة ، وينقسم وادي الملوك إلى واديين .
* الوادي الشرقي (حيث توجد أغلب المقابر الملكية).
* والوادي الغربي.
– فقد بنى المصريون القدماء آثارًا عامة ضخمة في زمن الفراعنة لكنهم أمضوا الوقت في إنشاء أضرحة خفية تحت الأرض، والمجموعة الأكثر شهرة من هذه المقابر المعقدة هي وادي الملوك والذي يقع على الضفة الغربية للنيل بالقرب من الأقصر، وخلال المملكة الحديثة في مصر 1539-1075ق.م ، أصبح وادي الملوك أرضًا للدفن الملكي للفراعنة مثل (توت عنخ آمون وسيتي الأول ورمسيس الثاني وكذلك الملكات وكبار الكهنة) ، لقد تم تشييد المقابر من القرن السادس عشر إلى الحادي عشر قبل الميلاد أي ما يقارب خمسين عامًا لتشييدها، بحيث يتسع وادي الملوك 63 مقبرة وغرفة تتراوح أحجامها بين حفرة صغيرة بسيطة إلى أن تصل إلى قبر مُعقد يستطيع أن يضم بداخله أكثر من 120 غرفة .
– كما تتميز هذه المقابر بأن المقابر الملكية قد تم تزيينها بواسطة العديد من الأساطير المصرية التي تعكس العادات والمُعتقدات وطقوس الجنائز في المنطقة في تلك الفترة من الزمن، ومع مرور الوقت تعرضت جميع المقابر في وادي الملوك للفتح والسرقة منذ العصور القديمة، ولم ينجُ من هذه العمليات سوى قبر توت عنخ آمون الشهير.
– وهناك العديد من الدلائل على سعي الكثيرون لدراسة المنطقة بأسلوب علمي منذ القرون البعيدة، فنجد الكاتبين الإغريقيين سترابون (القرن الأول قبل الميلاد) وديودورس (القرن الأول الميلادي) قد أشارا إلى عدد المقابر حيث يوجد 17 فقط في حالة جيدة ولم يطلهم الدمار الذي شمل باقي المقابر ، كما أسرد الجغرافي اليوناني الشهير بوسينياس (القرن الثاني الميلادي) الكثير من ملاحظاته على وادي الملوك وما يحتويه من “ممرات أنبوبية الشكل” وهو وصف الممرات الهابطة الموجودة بمداخل المقابر.
– علاوة على من زار المنطقة من علماء وكتاب، هناك الكثير ممن قصدوها بغرض السياحة وهو ما يفسر وجود العديد من النقوش المكتوبة بلغات لم تطأ أهلها أرض هذه المنطقة وقتما حفرت هذه المقابر، حيث رصد عالم المصريات الفرنسي جول بايليه قرابة 2100 نقش باللغات اليونانية واللاتينية في المقابر المختلفة بوادي الملوك، علاوة على عدد أقل من النقوش باللغتين الفينيقية والقبطية بجانب لغات أخرى عديدة ، ووجدت أغلب هذه النقوش بمقبرة 9 والتي حوت وحدها قرابة الألف نقش، يرجع تاريخ أقدمهم لعام 278 ق.م .
– حيث تقع تلال طيبة والتي يوجد بها وادي الملوك في إحدى المناطق المعرضة للعواصف الرعدية الشديدة، كما أكدت الدراسات الحديثة إلى أن سبعة مسارات فيضانية نشطة على أقل تقدير تصب في قلب الوادي ، وهي المنطقة التي تشير التقارير أنها تعرضت للفيضانات في نهاية عهد الأسرة الثامنة عشر الأمر الذي أدى إلى اندثار العديد من المقابر تحت ترسيبات الفيضان وهو ما أكدته أعمال الحفر والتنقيب أثناء اكتشاف كل من مقبرة 63 ومقبرة 62 ومقبرة 55 والتي تم الكشف عنها في الأرضية الصخرية الفعلية للوادي والتي غطتها الترسيبات الفيضانية وعليه تم تحديد المستوى الحقيقي لأرضية الوادي في ذلك العصر والتي تنخفض لأكثر من خمسة أمتار عن مستواها الآن .
– في أعقاب الأسرة الثامنة عشر عمل الفراعنة على تسوية أرض الوادي ومن ثم تتجمع الترسيبات الفيضانية بعيدا عن منطقة المقابر ومن ثم بقيت تلك المقابر محفوظة حتى تم اكتشافها أواخر القرن العشرون .
-كان وادي الملوك دائما مبعث إلهام لمنتجي السينما العالميين لما يحتويه من آثار وأسرار عن مصر القديمة تجذب انتباه المشاهد الأجنبي الساعي لمعرفة المزيد عن الحضارة الفرعونية ورؤية الأماكن الأثرية التي لم يتسن له زيارتها من قبل.
نقاش حول الموضوع الحالي