وداعا 25 أهلا 26
بين عامٍ يرحل وآخر يُقبل
بقلم /عادل الطيب
لم يكن عام 2025 عامًا عاديًا يمكن تجاوزه بسهولة، بل كان مرحلة ثقيلة فرضت على كثيرين التوقف، وإعادة النظر، ومراجعة ما ظنّوه مسلّمات. مرّ محمّلًا بتجارب قاسية كشفت حقائق، وغيّرت قناعات، وأعادت ترتيب العلاقات والأولويات.
انتهى العام وقد ترك خلفه آثارًا واضحة؛ وعيًا أكثر نضجًا، ومسافات اتسعت بيننا وبين أشياء وأشخاص اعتقدنا يومًا أنهم باقون. تعلّمنا أن الخسارة ليست دائمًا هزيمة، وأن النجاة قد تأتي في صورة ابتعاد صامت، وأن الزمن لا يداوي الجراح بقدر ما يكشف حقيقتها.
شهد 2025 انكسارات صغيرة تراكمت، ووعودًا لم تكتمل، وأحلامًا تأجّلت، وطرقًا سلكناها بثقة ثم أدركنا أنها لم تكن لنا. كان عامًا يختبر القدرة على الاحتمال أكثر مما يمنح فرصًا للراحة.
ومع إطلالة عام 2026، يأتي الاستقبال مختلفًا. لا حماسة زائدة ولا توقعات حالمة، بل قدر من الحكمة فرضته التجربة، ووعيٌ بأهمية السلام الداخلي، والاختيار الهادئ، والتوازن بين الطموح والواقع.
لم تعد المطالب كبيرة، ولا الأمنيات مستحيلة. المطلوب الآن هو الثبات، والطمأنينة، ومساحة أوسع للفهم والتسامح، وإعادة بناء ما تهدّم دون استعجال. نأمل في عام أكثر صدقًا، وأكثر وضوحًا، وأقرب إلى ما نحتاجه فعلًا.
ويبقى الأمل أن يحمل العام الجديد الخير لمصر، وأن يكون القادم أفضل على مستوى الإنسان والوطن معًا.
بين وداع عامٍ ثقيل، واستقبال عامٍ جديد، تبقى الأمنية واحدة: أن نكون أكثر وعيًا، وأكثر سلامًا، وأقرب لأنفسنا.
































































