وماذا بعد ؟!
بقلمي : ماجي المصري
في مثل هذه الليلة من اسبوع تقريبا فوجئ العالم بأسرة بعدة ضربات استباقية إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية
ووقف نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل مزهوا ،متباهيا، متفاخرا بنفسه يتحدث في عظمة و كبرياء عن دولة إسرائيل العظمي التي لا تقهر ولا تهزم ودورها الريادي في وقف إيران عند حدها
ولا يجب عليه إعطاء الفرصة لايران لامتلاك سلاح نووي
وتلقت ايران الضربات بمنتهي الهدوء والصمت المخجل
وتباهي نتنياهو بما فعل بإيران
وجلسنا طويلا ننتظر الرد الايراني الذي تأخر كتير حتي ظننا أن إيران تهاوت وفقدت القدرة علي الرد
حتي حل ليل السبت وكانت صواريخ إيراني تضيء سماء إسرائيل وحولت ليلها الي نهار وجعلت اسرائيل بأكملها تعيس حالة من الرعب حقيقي
ومنذ تلك الليلة وحتي الآن والعالم بأجمعه يتابع عن كثب ما يحدث بين إيران وإسرائيل من تبادل للرشقات الصاروخية
وحقيقة أن العرب سيطرت عليهم مشاعر الفرحة ونشوة الشماته في الكيان الصهيوني وزادت فرحة بمشاهد الخراب والدمار التي أصابت اسرائيل من جراء الهجمات الصاروخية الإيرانية
فمشاهد الدمار والخراب والحرائق المشتعلة في كل مكان علي أرض إسرائيل
جعلتهم يشعرون بفرحة الانتقام من الكيان الصهيوني الغاصب وما فعله بأهل غزة
فرائحة الموت تنبعث من كل مكان في إسرائيل برغم من التعتيم الاعلامي الرهيب الذي تفرضه اسرائيل علي التقديرات الصحيحة لعدد الوفيات أو المصابين وأيضا حجم الخسائر
وبين ليلة وضحاها أصبحت مشاهد الدمار والخراب في إسرائيل هي نفسها مشاهد الدمار في غزة لدرجة أنك لا تستطيع أن تفرق بينهما
وكشفت عدسات المصورين والصحفيين داخل إسرائيل مدي الخوف والرعب الذي يعيشه أهل اسرائيل
فدوي صافرات الانذار لا تتوقف في كل مكان وشعب اسرائيل يكاد يعيش في الملاجئ التي أصبحت لا تستوعب اعداد الفارين من حجيم الموت تحت القصف الإيراني
كما رصدت تلك الكاميرات نظرات نتنياهو المضطربة وكلماته التائه وحالته السيئة وهو لا يستوعب حجم الخراب الذي حل بدولته ولاتعرف الي اين المهرب من هذا المأزق
حقيقة أن الخسائر الإيرانية الإسرائيلية تكاد تكون متعادلة برغم ما فعلته اسرائيل في الأيام الأولي لبدء القصف من حملة الاغتيالات للقادة والعلماء الإيرانين
إيران فقدت الجانب الأكبر من الشخصيات المؤثرة والموثوق بها وكانت تشغل مناصب مرموقة من العلماء والقادة العسكريين فخسارة إيران كبيرة من الناحية العملية
الا أن ايران كان مستعده بخطط بديلة وقادة صف ثاني وحتي الآن لم نلحظ اضطرابات قوية في صفوف القيادة الإيرانية
وماذا بعد مرور أكثر من أسبوع كامل من تلك المواجهة وتبادل الضربات الصاروخية والمسيرات
الي اين تسير سيناريوهات تلك المواجهات اري ان كل السيناريوهات المحتملة لاتغني ولا تسمن من جوع
هل تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية وتحولها الي حرب إقليمية في المنطقة وخاصة بعد ما تابعنا تحرك الكثير من القطع البحرية والجوية الأمريكية الي القواعد القريبة من منطقة الصراع وهي ما تلوح بقرب استعدادات الولايات المتحدة الأمريكية من التدخل في الصراع الثنائي بين إسرائيل وإيران
هل تستجيب ايران لوساطة بعض الدول وترضخ للحلول الدبلوماسية وتوافق على توقف الحرب
هل يرضخ نتنياهو لرغبات الشعب الإسرائيلي الذي ارتفعت أصوات معارضته لسياسته التي خربت الدولة وجعلتهم يعيشون في الملاجئ و
تدعوه لوقف الحرب فورا ومحاولة إصلاح ما دمرته الرشقات الصاروخية والمسيرات الإيرانية وإعادة إعمار اسرائيل
وخصوصاً بعد أن شوهد الكيان الإسرائيلي الذي لا يقهر ولا يهزم وهو يجر ذيول الخيبة والهزيمة ووصول صواريخ إيران الي العمق الاستراتيجي الإسرائيلي
واستهداف مواقع حساسة بما فيها مبني الموساد ومصافي البترول والغاز الطبيعي والقواعد العسكرية الإسرائيلية والموانئ النفطية
وكافة الاماكن المهمة داخل إسرائيل
فخدعة القبة الحديدية لم تحمي سماء اسرائيل ولم تمنع مسيرات إيران من اصطياد الأهداف بمنتهي السهولة
اري الصورة أشد سوداوية من الواقع الذي نراقبة لحظة بلحظة
ولا احد يعلم من الفائز ومن الخاسر في تلك المواجهات
بالتاكيد أن الفائز هو صاحب النفس الطويل الذي يستطيع أن يصمد طويلا
واري إيران تسيطر
علي عكس ما تحاول اسرائيل أن تبثه في حرب اعصاب وحرب نفسية لكن ما تخفيه اسرائيل تفضحه كاميرات المصورين هي الحقيقة بعينها
وأدعوا الله أن تنتهي الأزمة و تلك المواجهات العسكرية الإسرائيلية الإيرانية في اقرب وقت ممكن وكفي ما خسر الجميع