أبوالياسين: الفيتو الأمريكي شريك في إبادة غزة.. وأسطول الإنقاذ اختبار للضمير العالمي
حكاية وطن:
قال نبيل أبوالياسين، المحلل والحقوقي والباحث في الشأن العربي والدولي، في بيان صادر عنه اليوم الجمعة، إن العالم يقف على مفترق تاريخي يشهد معركة مصيرية بين إرادة البشرية الحرة المتمثلة في “أسطول الصمود” العالمي لكسر الحصار عن غزة، وآلة القمع والقتل الصهيونية المدعومة من الغطرسة الأمريكية التي تجسدت في استخدام الفيتو ضد إرادة المجتمع الدولي. وأكد أبوالياسين أن هذا المشهد يختزل حالة النظام العالمي المنهار، حيث تتحدى القوى الشعبية عالمية الظلم والإبادة، بينما تتحالف الأنظمة الغربية لحماية جرائم الحرب وتجويع شعب أعزل.
أسطول الإنسانية يتحدى الحصار
وأضاف أبوالياسين أن “أسطول الصمود” الذي يضم مئات النشطاء من 44 دولة، بينهم شخصيات عالمية مثل غريتا ثونبرغ، ليس مجرد مجموعة سفن، بل هو رسالة إنسانية عاجلة إلى العالم بأن ضمير الإنسانية ما زال حياً. وأشار إلى أن هذا الأسطول يحمل على متنه الأمل والغذاء والدواء، ويتجه ليكسر الحصار الجائر الذي أوقع سكان غزة في مجاعة قاتلة، متحدياً التهديدات الإسرائيلية بالتصدي ومصادرة السفن وسجن النشطاء. ولفت إلى أن انضمام منظمة “إيميرجنسي” الإيطالية بسفينتها “لايف سابورت” يعزز من الطابع الإنساني الخالص لهذه المهمة النبيلة.
تعهدات ميلوني بين الحماية والمسؤولية
ووضح الباحث أبوالياسين أن تصريحات رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، التي تعهدت فيها بـ”حماية المواطنين الإيطاليين المشاركين في الأسطول”، تضعها وجهاً لوجه أمام اختبار حقيقي لمصداقية كلمتها. وتساءل: هل ستتحول هذه التعهدات إلى فعل ملموس على الأرض لمواجهة الخطط الإسرائيلية العدوانية بقيادة المتطرف بن غفير، أم ستكون مجرد تصريحات للاستهلاك المحلي تتبخر عند أول مواجهة؟ وأكد أن العالم سيراقب باهتمام شديد مدى جديّة روما في الدفاع عن قيمها المعلنة وحماية رعاياها الذين يخاطرون بأنفسهم من أجل مبادئ إنسانية سامية.
الفيتو الأمريكي: شهادة وفاة للنظام العالمي
وأكد أبوالياسين أن استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض “الفيتو” لإسقاط قرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن هو أكبر أكذوبة في التاريخ البشري المعاصر، وصفعة قاسية لكل من يسميها “حليفة للعرب”. وأشار إلى أن هذا الفيتو، وهو السادس من نوعه، يعطي غطاءً كاملاً واستمراراً للإبادة الجماعية في غزة، مما يؤكد أن واشنطن ليست دولة عادية بل “مافيا دولية” تتحكم بمصائر الشعوب وتدير العالم بقيم العصابات. ولفت إلى أن موقف 14 دولة لصالح القرار يكشف العزلة المدوية للتحالف الأمريكي-الإسرائيلي ويكرس انهيار شرعية النظام الدولي برمته.
ترامب ونتنياهو: وجهان لعملة واحدة من الدم
ولفت المحلل أبوالياسين إلى التناقض الصارخ بين تصريحات دونالد ترامب من لندن عن “رغبته في وقف الحرب” وبين استخدام بلاده للفيتو بعد ساعات فقط، واصفاً إياه بأنه “شريك كامل لنتنياهو في الإبادة الجماعية والتجويع”. وأوضح أن هذا التناقض ليس سوى جزء من سياسة الخداع المنظم التي يمارسها ترامب، والذي بدأ يفقد شعبيته بسرعة بين ناخبيه وحتى بين حلفائه التقليديين بسبب وعوده الكاذبة وسياساته الفاشلة. وأشار إلى أن تراجع معدل الموافقة عليه إلى -17% هو مؤشر واضح على أن الشعوب بدأت تفيق من غشاوة الخطاب العنصري والكاذب.
وختم أبوالياسين بيانه بالقول: إن ما يحدث اليوم هو معركة الكرامة الأخيرة للبشرية جمعاء. أسطول الصمود هو قبلة الأمل الأخيرة، والفيتو الأمريكي هو خنجر الغدر الأخير. السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستصمت شعوب العالم وهي تشاهد هذا الاستعراض المهين للقوة والفساد، أم أن صبرها قد أوشك على النفود لتحقيق العدالة بنفسها؟ إن التحالف الشيطاني بين ترامب ونتنياهو لم يدمر فقط غزة، بل دفع بجثة النظام العالمي البائس إلى حافة الهاوية. إن صرخات أطفال غزة التي تخترق الشاشات لن تُنسى، وستتحول إلى بركان من الغضب العارم سيطرد كل طغمة فاسدة خانتها البشرية. الشعب لن ينسى، والتاريخ سيسجل، والعدالة قادمة لا محالة، حتى ولو على أكتاف المتظاهرين في كل عاصمة عالمية.